سلسلة وسائط تربوية 03 - المجتمع-

المجتمع ودوره التربوي
يلعب المجتمع دورا هاما قي تربية الفرد حيث أن الإنسان كائن اجتماعي لا يستطيع العيش منعزلا عن الناس ، بل يحتاج إلى التفاعل معهم والإفادة منهم وإفادتهم ، وبالتالي فإن الفرد يتأثر بما يدور حوله . وعلى هذا فإن للمجتمع دورا تربويا مهما يتمثل في الأمور التالية :-
1. تربية الناشئين وصون فطرتهم الطاهرة من الدنس وارتكاب الأخطاء حيث إن من واجب الراشدين أن يغرسوا معاني الإيمان في قلوب الناشئين بشتى المناسبات وعليهم أن يلفتوا نظرهم إلى كل ظاهرة من ظواهر الكون الدالة على قدرة الله عز وجل.
2. الضغط الاجتماعي الواعي المقصود الذي يؤدي إلى ردع المخطئ والمسيء وإعادته إلى الحق والصواب ، فهذا رسول الله  يأمر بمقاطعة المتخلفين عن غزوة تبوك ، فكانت الاستجابة من الناس جميعا، الأمر الذي أدى إلى عودة المتخلفين إلى صوابهم وإظهار الندم على ما حصل منهم ، بل لقد رفضوا المغريات التي جاءتهم ، كما حصل مع كعب بن مالك رضي الله عنه عندما جاءته رسالة ملك الروم ونذكر هنا ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال : قال رجل يا رسول الله  إن لي جارا يؤذيني . فقال :" انطلق فأخرج متاعك إلى الطريق "فانطَلَقَ فأخرج متاعه ، فاجتمع الناس عليه فقالوا : - ما شأنك ؟- قال لي جار يؤذيني فذكرت ذلك للنبي  فقال لي :" انطلق فأخرج متاعك إلى الطريق" فجعلوا يقولون " اللهم العنه ، اللهم اخزه " فبلغه ، فأتاه فقال : ارجع إلى منزلك فوالله لا أوذيك "((
هكذا أثر المجتمع في أفراده ورد المعتدي وأعطى صاحب الحق حقه .
3. من مهام المجتمع التربوية توجيه الناشئة إلى وحدة الأمة وتعاونهم واعتبار
المجتمع المسلم وحدة واحدة يتمثل فيه قول رسول الله  " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى "( ) وقال الله عز وجل " وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان"(المائدة 2)
4. من واجبات المجتمع تربية الناشئة على الحب في الله حيث أن التربية العاطفية مهمة جدا في حياة الفرد ، فعلى القائمين على التربية من الراشدين غرس هذه القيمة العاطفية في نفوس الناشئة ، فالمؤمن يحب كل من يشاركه الولاء لله عز وجل ، ومحبة الله وطاعنه ، والانقياد لشريعته والاعتزاز بالسير تحت لوائه. ومن معاني الحب في الله أن يحب الفرد وطنه ويدافع عنه ، ويجاهد في سبيله فهذا رسول الله  عندما خرج من مكة مهاجراً نظر إلى مكة و الدموع تملأ عينيه وودعها ،عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله  قال :"اللهم إنّك أخرجتني من أحب البلاد إليّ فأسكنّي أحب البلاد إليك ، فأسكنه الله المدينة."( )
5. المجتمع القائم على المبادئ السليمة والعقيدة الصحيحة ينشئ الإنسان الصالح الملتزم بكل معاني الإنسانية الصالحة ، ولقد تعودت المجتمعات على إنشاء المواطن الصالح ، والمواطنة الصالحة مصطلح غير محدد ، ويوجه إليه انتقاد حاد ؛ حيث إن المواطنة الصالحة خاصة بوطن معين دون أن يراعي هذا المواطن الصالح حقوق الأوطان والناس في المجمعات والأوطان الأخرى ، بينما التربية الإسلامية تنشئ الإنسان الصالح أينما كان وحيثما حل ، في وطنه أو في أي بلد آخر يذهب إليه ، ولم تعرف الدنيا على مر العصور مثل المسلمين قادة وفاتحين نشروا العدل والأمن والنور في كل بقاع الأرض التي وصلوا إليها ، قال الله تعالى:" كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ".(آل عمران 110) بينما رأى الناس همجية الدول التي تدعي الحضارة والرقي في استعمارها البغيض وتسلطها ، فقتلت العباد ونهبت البلاد واستعبدت الشعوب وجعلتهم نهبا للجهل والمرض ومنعت عنهم سبل الحضارة والرقي ،وسرقت أموالهم وتراثهم وحضارتهم ، وبذل الناس أصحاب البلاد المُستعمَرة أرواحهم وأموالهم وكل ما يملكون للتخلص منهم ، ولا يذكرون لهم بعد خروجهم إلا الآلام والمآسي ، بينما دخل الناس في الإسلام الذي حمله الفاتحون المسلمين أفواجا ولم يحصل أن قام شعب أو أمة من التي فتحها المسلمون بثورة أو حرب ضدهم .

» سلسلة وسائط تربوية 02 - الأسرة -
» سلسلة وسائط تربوية 02 - المدرسة-
» سلسلة وسائط تربوية 01 - الأسرة -
» سلسلة تنمية شخصية الفتاة 01 - علاقة الفتاة بالهاتف الخلوي- نظرة تربوية
» وظيفة التلفزيون في المجتمع العربي