أفكار عملية في حل الواجبات المدرسية لذوي صعوبات
آن فايز- ويندي وارد
ترجمة : ديمة المقرن - الرياض
يؤدي الآباء دورًا هامًا في العملية التعليمية للطفل, وحيث يمثل الواجب المدرسي جزءًا هامًا من العملية فإن تدخل الآباء بمراقبة الطفل في أدائه ومساعدته بالطرق الصحيحة أمر مهم ويصنع الفارق في نجاح الطفل أو إخفاقه الدراسي. ويحتاج الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم إلى مساعدة خاصة, ففي حين يكون الواجب المدرسي ثقيلاً وصعبًا على الأطفال بعد يوم دراسي طويل تتأكد هذه الصعوبة لدى ذوي صعوبات التعلم الذين يواجهون مشاكل كثيرة في إنجاز واجباتهم نتيجة لأسباب كثير منها على سبيل المثال: صعوبات في التنظيم مثل نسيان الكتب في المدرسة, وفي أي صفحة يكون الواجب, ومشاكل الانتباه والتقاط المعلومة فيصبح إنجاز واجب منزلي تحديًا صعبًا ومهمة شاقة. ولكن لحسن الحظ يمكن للوالدين التدخل ومساعدة الطفل من ذوي صعوبات التعلم في تجاوز هذه المشكلات من خلال اتباع طرق ذات فاعلية في مساعدته على إنجاز واجباته المنزلية بسهولة وفي وقتها. وهذه مجموعة من النصائح المهمة التي ينبغي لأولياء الأمور التركيز عليها.
البيئة
توفير بيئة مريحة وملائمة تساعد الطفل على إتمام واجباته لمنزلية, وهناك عدة عناصر مهمة يجب التركيز عليها وهي:
- المكان: لابد أن يكون أداء الواجب المنزلي في نفس المكان كل يوم. شاورطفلك عند اختيار مكان الدراسة, وتأكد من أن تكون إضاءة المكان جيدة, وأن يكون حجم الكرسي والمكتب مناسبين للطفل.
- الأدوات: في بداية كل عام دراسي ساعد طفلك على التزود بمجموعة الأدوات اللازمة لأداء الواجبات المنزلية عند شرائه لأدوات المدرسة.
- العادات: حافظ على التنسيق في أداء الواجبات المنزلية فيجب أن يكون في وقت محدد كل يوم. وحدد ما الدور الذي يمكن أن يقوم به الكبار في المساعدة, وضع بعض القوانين لتقليل الملهيات فلا استقبال للأصدقاء ولا مكالمات هاتفية ولا راديو أو تلفزيون.
التخطيط
إن العشوائية والتأجيل في إتمام الواجبات المنزلية يجعل أداءها مهمة عسيرة, لذا فمن أولى النقاط التي يجب الالتفات لها التخطيط الجيد ويشمل:
- التنظيم:عند سماع هذه الكلمة قد تبدو لك أسهل مما هي عليه في الواقع, ولكن يمكن اكتساب هذه المهارة بشيء من التمرين كأن تستخدم تقويمًا أو لوح تنظيم جداري يحوي مساحة كافية للكتابة عليها, ويفضل أن تقوم بهذا في وقت يكون فيه طفلك نشيطًا ومستعدًا للعمل. فتدون الوقت والمهمة الواجب أداؤها على التقويم, وتشطبها عند إنجازها. وإن لم تجد التقويم فعالاً, استخدم دفتر يوميات أوملاحظات, واحرص على أن يحتوي على مساحة كافية وواضحة للكتابة لكل يوم, لتدون التفاصيل حول المهام الواجب القيام بها,وهذا جزء مهم من مهارات التنظيم؛ فإن عدم تسجيل معلومات كافية عن متطلبات المهمة يؤدي إلى نسيانها مع الوقت وعدم إنجازها كاملة.وشجع طفلك بالتدريج على تحمل مسؤولية التنظيم بنفسه دون تدخل منك.
- الراحة: حتى تتجنب التعب أثناء أداء الواجبات المنزلية خصص فترات قصيرة للراحة بين حين وآخر.
- التقسيم: قسم الواجب المنزلي إلى مهام صغيرة, ولا تنتظر حتى مساء الثلاثاء كي تبدأ الدراسة لاختبار يوم الأربعاء, بل ابدأ من يوم السبت وقسم فترة المذاكرة إلى عشرة دقائق كل يوم.
- ضبط الوقت: يساعد استخدام مؤقت أو ساعة رملية على جعل مرور الوقت أمرًا محسوسًا لطفلك, فيرى كم من الوقت مضى وكم بقي حتى ينهي واجباته.
مهارات التعلم
يتعلم بعض الأطفال بأفضل صورة باستخدام مهاراتهم البصرية, وبعضهم يتفوق باستخدام مهاراته السمعية, بينما يكتسب بعضهم الآخر المعلومة باستخدام المهارات الحركية. فتعرف أنت على وسائل التعلم التي تناسب طفلك وقم بتوظيفها, ثم أعد بعض الخطط, وابحث عن الطرق التي تمكنه من استخدام أفضل أساليب التعلم لديه لاكتساب مهارة جديدة أو لإنجاز مهامه، مثلاً هل يمكنه أن يدون قائمة بالكلمات الصعبة في مقال ما ثم ينظر إليها ويتذكر أشكالها؟
استخدام التقنية
واستخدام التقنية ليس محصورًا بتشغيل المدقق الإملائي في محرر النصوص على جهاز الحاسوب. فهناك العديد من البرامج البسيطة التي تمكن طفلك من أداء واجباته المنزلية بإتقان وفعالية. وعلى سبيل المثال يمكن بواسطة برنامج تايني سبيل Tiny Spell تشغل شريط أدوات في أسفل الشاشة يساعد في تهجئة الكلمات وتغيير لون الكلمات إذا أخطا في كتابتها, ولا حاجة لأن يقف شخص آخر ويؤشر على الخطأ للطفل, فالبرنامج يقوم بإبراز الأخطاء أثناء الكتابة.
سجل المتابعة
سجل المتابعة هو دفتر يحمله الطفل دائمًا بحقيبة المدرسة, ويجب أن يكون هناك اتفاق بين المعلم وشخص من المنزل وليكن أنت مثلًا بحيث يتمكن الطرفان من مساعدة الطفل ليظل على المسار الصحيح في تحصيله الدراسي. ولسجل المتابعة قاعدة واحدة بسيطة وهي «أن يكون إيجابيًا»! فليس هذا السجل مكانًا مناسبًا لأن يشتكي الوالد من عدم إنجاز الطفل لمهمة معينة, أو أن يضع المعلم الطفل في مشكلة في المنزل، فسجل المتابعة ليس سوى وسيلة تساعد الوالد والمعلم على مراقبة العملية التعليمية للطفل.
المراجعة
في نهاية كل يوم وكل أسبوع شجع طفلك على أن يراجع ما تعلمه. وتأكد إن كان هناك أمر لم يفهمه, وانظر ما يمكنك أن تقوم به حياله بسرعة, ولا تسمح أن يكون طفلك في وضع متأخر فكلما زاد الأمر استسلم الطفل. واقترح على المعلم أن يقوم بمراجعة دورية لهم لما تم تعلمه وما يصعب فهمه على الطلاب. ومن المهم تعويد الطفل على طريقة يقوم بها بتجهيز حقيبته المدرسية بعد الانتهاء من حل الواجبات المنزلية, كإعداد بطاقة عليها قائمة بسيطة بالأدوات والكتب التي يحتاجها لكل يوم ووضعها في الجيب الأمامي للحقيبة, وهناك طريقة أخرى وهي استخدام ملفات ودفاتر ملونة لكل مادة وحمل طفلك على تجهيز حقيبته قبل النوم بدلًا من الانتظار حتى الصباح.
التحفيز
لابد أن يلقى الطفل في المنزل محفزات تشجعه على الاهتمام بواجباته المنزلية ومن الوسائل التحفيزية التي يمكن للوالدين اتباعها مع الطفل:
- الثناء: قدم باستمرار الثناء لطفلك بالكلمات (رائع, أراك تعمل بجد في حل مسائل الضرب), والأفعال (العناق والتربيت مشجعًا على الظهر).
- اتفاقيات حل الواجب: استخدم اتفاقيات لحل الواجبات المنزلية مع طفلك, وركز على هدف واحد كل مرة. واسمح لطفلك بالمشاركة في كتابة الاتفاقية لتنمية الملكية لديه, على سبيل المثال: «أتعهد بإكمال واجباتي المنزلية كل ليلة لمدة خمس ليال متتالية, عندما أنجز هذا يمكنني أن أذهب لمشاهدة فيلم».