ظاهرة الانتحار في المدارس الجزائرية : هل صارت في المدرسة حرب شوارع؟

ظهرت مؤخرا ظاهرة اجتماعية خطيرة جدا في المدراس وتتمثل في انتحار التلاميذ بشتى الطرق : حرقا أو شنقا ، احتجاجا على طردهم من المدرسة او تحويلهم لمجالس التأديب، او على ظروف أخرى متنوعة قد تكون للمدرسة دخل فيها او لا يكون.

هذه الظاهرة في تنامي ملحوظ أمام أعين الوزارة التي لا تحرّك ساكنا، والمجتمع الذي في كل مرة يوجّه أصابع الاتهام للمدرسة لتبرئة حاله من تبعات الجرم.

لا يمكن بأي حال ان نحمّل التلاميذ المسؤولية لتنافي وجود شروط المسؤولية التي أولها البلوغ والعقل، غير أنّني اوجه أصابع الاتهام إلى جهات عدّة منها:

1- المرسة بمناهجها المملة التي تؤدي إلى جنون المعلم والأستاذ معا، مناهج غامضة صعبة معقدة في غياب الوسائل البيداغوجية اللازمة لتقديمها، زيادة على كثافتها حيث أن التلميذ ينمو امام أعين معلّميه فيصير رجلا في المدرسة ، تنمو له شوارب ولحية في المدرسة ، أما بيته فهو للنوم فقط ، حتى الطعام يقدّم في المدرسة ولما لا النوم باعتبار ان هذه المناهج مناهج تدعو للتخدير والتخلف والنوم.
كثافة الدروس جعل التلميذ آلة ينتقل من درس إلى آخر، ومن مشروع إلى آخر ، ومن وظيفة إلى اخرى، لاهثا وراء الكتاب، جاريا وراء المكتبة، بطرق روتينية مملة جدا، فصارت المدرسة مقبرة الأحياء الأموات ، لا نشاطات ولا رحلات، ولا حفلات، لا ملتقيات ، وكيف تكون هذه الأمور وقد تربع على عرش المدرسة مدير لا يعرف من التربية غير إيصال البريد إلى مديرية التربية والإتيان به، أو مراقبة هذا المعلم وذاك، أو تهديد هذه الأستاذة او تلك لنيّته الخبيثة ...... ومعلم من العصور الوسطى ما زال يتبّع الطرق التعليمية القديمة ، فعقله كحذائه الملوّث، معلم جامد ميّت فكرا وجسدا لا همّه إلا الراتب والمردودية والإضراب، وقد يكون الأستاذ شاب متخرج من الجامعة لكنه ما زال متخلفا عقليا ذلك لأنه قضى الكثير من سنوات الجامعة في النوم والإضراب والاحتجاج والغش في الامتحانات ثم تراه أستاذا لا رصيد علميا له، ومعلومات، ولا ثقافة ..... وسمى نفسه أستاذ مجاز، وفعلا هو استاذ مجازا لا حقيقة واعرف الكثير منهم لدرجة أنك تتقيأ لضعف علمه، وشخصيته التي لا تختلف عن شخصية تلامذته.
ولا اغفل عن المراقب العام والمساعد التربوي الذين لا يخرجون من الصراعات مع بعضهم أبدا على حساب التلميذ، فبدل ان تراهم يؤطرون التلاميذ ويراقبونه تراهم يدخلون في نقاشات مع التلاميذ دون داع، ويتركون الساحة بدون مراقبة مجتمعين في مكاتبهم يتداولون الجريدة او مجتمعين حول الكومبيوتر، خاصة إن كان المساعد التربوي فتاة فهي تصرخ في وجه التلاميذ ولا يكاد صوتها يُسمع، وتأمر وتنهى وليس لأمرها ونهيها أثر، بل لا تفرقها من التلميذات الحاضرات ، فراشة بين صقور .

2- وزراة التربية: ولديها القدرة على تغيير الوضع من حال إلى حال، وتبديل القانون لم يؤت أكله إلى آخر. لكن للأسف أن هذه الوزارة لا زالت تدلل التلاميذ لدرجة أنها فصلت الكثير من الأساتذة لأنهم عنّفوا تلامذتهم لسوء سلوكهم. هذه الوزارة تأمرك بعد تعنيف التلميذ حفاظا على حالته النفسية ، وتركه حرا ولا تتدخل الجهة الإدارة والتربوية في أموره الشخصية كالشعر واللباس وما يتقلدة من سلاسل وخواتم ووووو
وفعلا صرنا لا نتدخل فبدات تظهر قصّات شعر غريبة عجيبة ، وألبسة أعجب وأغرب، وتخنّث الذكر، وترجلت الفتاة، واختلط الحابل بالنابل ، فصرنا كأساتذة لا نفرق بين الناقة والجمل، فتنادي سعيدا بسعيدة، وعباسا بفاطمة، وفاطمة بعثمان.....
الكثير من التلامذة يتطاولون على اساتذتهم لأنهم يعلمون مسبقا أن العقاب البدني ممنوع، إذن ماذا يفعل المعلم لاسترداد كرامته؟ يفكر في عقد مجلس تأديبي فيهدده التلميذ بحرق نفسه إن عُقد المجلس، وإن عقد احرق التلميذ نفسه وراح الأستاذ في 60000 داهية
أي منطق هذا؟ هل صرنا الآن في حرب شوارع وليس في مدرسة؟

الوزارة تعلم ان ظاهرة العنف صارت منتشرة في المدارس، وان سكاكين وسيوف وخدرات هي المسيطرة على القسم، فهل فكرت في الحل؟ هل عقدت ندوات ولقاءات مع الأسرة التربوية لحل هذا المشكل؟ لا ..لان أبناء المسؤولين لا يدرسون بتات في هذه المدارس- عفوا أقصد الشوارع-؟

3- أولياء التلاميذ ......ولنا معهم وقفة لاحقا

بسم الله الرحمان الرحيم

في الحقيقة أشاطرك الرأي في كل ماقلته ، و لكن و حسب رأيي المتواضع إن أهم نقطة في هذا الموضوع تناولته
بشكل طفيف وهي الأولياء ، أما بخصوص عدم تحميل التلاميذ مسؤولية الأمر فأنا أخلفك الرأي فأغلب المنتحرين
يتراوح عمرهم بين 15 و20 أي أنهم يملكون شروط المسؤولية ، فلم يصادف أن سمعت بطفل في مقتبل عمره ينتحر.
tongue

3- أما الأولياء فأحملهم المسؤولية الكبرى ذالك لأنهم يطبقون قول احدهم: الأرحام تدفع والأرض تبلع، همهم في بداية السنة قبض 2000دج ، اما في ىخر السنة ووسطها فلا ترى لهم أثرا في المدرسة، وإن أرسلت إدارة المؤسسة باستدعاء لأحدهم جاءتك الأم تطيل لسانها على الكل مهدّدة ومتوعدة ، متهمة الكل بالتقصير ناسبة لولددها التربية وحسن التدبير. وإن أتاك والده فكثير من الأحيان يبدأ بالبكاء عليك بأنه يعمل ولا يرجع إلا آخر النهار ، وأنه لم ير ولده منذ أسبوع، فكلما يدخل إلى البيت يجده نائما ، فالعمل أخذ كل نهاره، وجزءا من ليله. وتجد أولياء أخرين يقرّون لك بالتقصير، وأنهم لم يعودوا قادرين على تحمّل مسؤوليات أولادهم.
هناك من قال لي بأن ابنه لا يبيت معه في البيت وأن له وقتا طويلا يبيت في دار خاله، وأحدهم قال: خفت إذا واجهته وحاسبته - يعني ولده - يتشوكا - أي يشعر بالصدمة النفسية - وهو مقبل على الامتحان، ونسي هذا الولي أنه بكلامه هذا شوكانا احنا - لا حول ولاقوة إلا بالله -.
سمعت قصة وقعت في غحدى الثانويات وملخصها أن أستاذا رأى تلميذة تدخّن فصاح في وجهها آمرا إياها بالالتحاق بالإدارة التي وجهت استدعاء لولي أمرها. جاء الولي ولما رأى ان الكل استجن فعل ابنته قام غاضبا والتفت إلى الأستاذ وقال له: ليكن في علمك أنني أنا من اشتريتُ لها الدخان. يا الله رحمالك ، كاد الكل يفقدون عقولهم التي بالكاد تبقى ثابتة .
مثل هؤلاء الأولياء الحمقى ، ومثل هؤلاء التلاميذ الأغبياء من شوّه المدرسة الجزائرية

كما أعرف قصة أستاذ طرد تلميذ من قسمه وطلب منه التوجه إلى الإدارة ، غير أن هذا التلميذ خرج من المدرسة كليا من غير بابها ، وتوجه إلى بيته دون علم المدرسة، واشتكى لأمه، وبعد فترة قصيرة رنّ هاتف المدير الذي ردّ:
- ألوا
- مدرسة كذا وكذا - لا نذكر اسمها -
- نعم ، من معي
- أنا اخت فلان - اسم الأستاذ الذي طرد التلميذ - وأريد أن أخبره بأن أخاه توفى
اندهش المدير واحتار في أمره ، ثم نادى المراقب العام وتحدثا في الموضوع، وفي الطريقة التي يتبعونها في إخبار الأستاذ
واستقر رؤيهم على إخباره لعله يلحق بيته ويشارك أهله مصابهم
اخبروه بصعوبة كبيرة ، وطار الأستاذ إلى بيت أخيه ، ولما وصل وجد كل شيئ هادئ، لا صراخ، ولا جيران، ولا بكاء ، ولا أي شيء، دخل حذرا يستطلع كل مكان في البيت ثم أخبر أهله القصة
المدرسة لما علمت بالخديعة بدات تحلل الموقف تدريجيا وتوصلت إلى أن الفاعل كان ام التلميذ المطرود، أرادت أن تنتقم لطرد ابنها

هذا هو الولي ، والمصيبة إن كان امرأة

والبقية تأتي

أنا السبب في كل هذا...هل تعلمون من أنا؟
لكل من أراد معرفتي,لا بأس بإخباركم بمكان وكري....أجل
أنا مدفون بين صفحات كتابكم.أنا تمنيت أن تقبلوا انتمائي إليكم...أجل أنا وارد اسمي بين كلمات *جيري* و *سامويل* و *كروفان* و*محمد الهادي سويد* و *كلمنسو دونارت* و *فريدريك جيوفان سيتيلا*............بأقلام هؤلاء طرحت هذه المسائل مترجمة*بين فضيحة وليهم وفضائح أهليهم* و *فقط لننقل عنه شيئا* و *بين أيادي الكبار* و *الذنب الوحيد لهم أنهم أبناؤهم* و *HOW TO LEARN ABOUT THEM*...... وغير هذا كثير...نقلوا من سيرة الحبيب المصطفى باحثين كيف يربون و يعدون....رغم أنهم ليسوا مسلمين...و الرابع غير اسمه بعد الإسلام....لكن هل من نسخ لكتبهم عند العرب؟ ثم هل يعرفونهم أصلا؟....
حتى أكون صادقا سأنقل في أقرب وقت بعضا من أقوالهم النادرة على موائدنا.

يا سادة أقول....كلكم صادقون محقون .......**لكنكم بهذا أقسم أنكم ظالمون ...ستسجنون ثم تعدمون......**

ليس هذا قولي بل قوله هو......هل تعرفونه؟

أظن أن هذا الشخص خطير ، يتحذت كأنه لهيب ، يحرق كل شخص مفيد، من أمثالي و أمثال المدير .
Cool

4- ، السبب الرابع : الجرائد والصحف، ونحن نتذكر كيف بدات جريدة النهار إذ كان همّها نقل الحوادث والأحداث، فهذا يقتل هذا، وذاك يذبح آخر، وهذا يضرب والده، وىخر يسرق مؤسسته، وهكذا، وما زالت ليومنا هذا ، وهاهي في قناتها تنشر أخبار التلاميذ الذين أنهوا حياتهم
ورأيي أن أخبار قتل التلاميذ لنفسهم يُحرم نشرها ذالك حتى يبقى الخبر في نطاقه الضيق ولا يسمع به باقي التلاميذ
ألم تنتشر ظاهرة حرق النفس بعد تمجيد البوعزيزي وتصويره بطلا لأنه أحرق نفسه؟
إن تعاطف المجتمع مع المنتحر ، واهتمام الناس بخبره هو الذي يدفع البقية للانتحار لأنهم فشلوا في جلب انتباه المجتمع إليهم
ودليل ذلك الحرق داخل المدارس لأن الخبر سيطير على أجنحة الريح، وسيكون وقعه رهيبا ، امام الانتحار خارج المدرسة فصار حدثا عابرا
أيتها الجرائد احملكم نصيبا من المسؤولية وادعوكم ‘لى عدم نشر أخبار المنتحرين والمنتحرات حتى نحصر الظاهرة في إطارها الضيق

5-لقنوات الفضائية منها spacetoon
ومسلسل مراد عالم دار
وغيرها الكثير لن الطفل في مرحلة الطفولة موله بالتقليد، ويعيش في عالم الخيال بتخيل نفسه بطلا من خلال تقمص شخصية أبطال في ظنه، كما يحاول تقليد حركاتهم وأفعالهم ، وقد علمت ان هناك من انتحر تقليدا لكونان، وآخرا متأثرا بمسلسل عالمدار

» ظاهرة التسرب من المدارس
» استبيان حول المدرسة ( لتلاميذ المدارس )
» اللغة الدارجة في المدرسة الجزائرية مستقبلا تدريجيا
» من عجائب المدرسة الجزائرية : معارك وانتصارات وهزائم في الحرم المدرسي
» المدرسة الجزائرية في ضوء المقاربة بالكفاءات:" كتاب السنة الثانية من التعليم المتوسط لغة عربية نموذجا. "