القواعد الاساسية لحفظ القران، القاعدةالثانية

القاعدة
الثانية

العزيمة الصادقة

مهمة حفظ القرآن الكريم مهمة جليلة وكبيرة، ولن
يقوى عليها إلا أولوا العزم.. وأولوا
العزم يتصفون بصفة هامة واضحة وهي ببساطة: صدق العزم.. ولذلك ُسموا "بأولي العزم".. بمعنى أن يكون حريصاً على تنفيذ ما نواه
والإسراع فيه قدر المستطاع.. فكل مسلم
"يرغب" في حفظ القرآن الكريم، ولكن "الرغبة" وحدها لا تكفي.. لابد أن تُتبع هذه الرغبة "بإرادة"
قوية لتنفيذ العمل.. استمعوا إلى قول الله
عز وجل:

"ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو
مؤمن، فأولئك كان سعيهم مشكوراً"..

فكل الناس "يرغب" في الآخرة، لكن من
الصادق منهم ؟!.. الصادق هو من أراد ذلك
حقيقة ، ثم تحولت إرادته إلى عزم أكيد، ثم تحول العزم إلى عمل حقيقي ملموس، وذلك
كما قال الله عز وجل: "وسعى لها سعيها".. ويظل المؤمن مواظباً على هذا العمل حتى يصبح
"عادة" عنده.. فلا يمر يوم من
حياته، إلا وقد "تعود" أن يراجع القرآن الكريم ويحفظ القرآن الكريم
ويثبت ما حفظه قبل ذلك..

هذه العزيمة هي التي تؤدي فعلاً إلى حفظ الكتاب
الكريم..

روى الترمذي وابن ماجة وأحمد عن شداد بن أوس
رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:َ

"الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ
لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَنَّى
عَلَى اللَّهِ".

قَالَ
الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.

فالذي يتمنى على الله أن يحفظ القرآن ، ولم
يعزم على ذلك عزماً أكيداُ، هو عاجز واهم لم يدرك طبيعة هذا الدين.

ولذلك - يا أخي في الله ـ ابدأ اليوم فور
انتهائك من هذا الكتاب في عملية الحفظ، ولا تؤجل عمل اليوم إلى الغد ، وإياك من
كلمة "سوف" ، فإن كثيراً من الأعمال الصالحة تضيع لأن أصحابها
قالوا: سوف أقوم بها غداً أو بعد غد، أو بعد الانتهاء من كذا وكذا.. فابدأ اليوم أنت وأبناءك.. وكن من "أولي العزم"!!..

» القواعد الاساسية لحفظ القران، القاعدة الاولى
» القواعد الاساسية لحفظ القران، القاعدة الخامسة
» القواعد الاساسية لحفظ القران، القاعدة الخامسة
» القواعد الاساسية لحفظ القران، القاعدة الثامنة
» القواعد الاساسية لحفظ القران، القاعدة التاسعة