الطباق والمقابلة

الطباق


الطباق ظاهرة بلاغية تعتبر من المحسنات المعنوية ولذلك أدرجها علماء البلاغة العربية ما يعرف ب ’’ علم المعاني ‘‘ ..

لكن الطباق ليس مجرد محسن بلاغي لما له من قدرات تعبيرية فضلا عن الدور الإيقاعي الذي يلعبه في كثير من الأحيان .

1 - الله يحيي ويميت .

نرى أننا امام جملة واحدة بسيطة بنيت على أساس علاقة تضاد بين لفظين هما ’’ يحيي ‘‘ و ’’ يميت ‘‘ .

2 - وتغرقان في ضباب من أسى شفيف .

دفء الشتاء فيه وارتعاشة الخريف .

والموت والميلاد والظلام والضياء .

نرى الطباق في السطر الثاني والثالث .

في الثالث نجد الموت / الميلاد ، ونجد الظلام / الضياء .

نسمي ظاهرة ورود كلمتين متضادتين في الجملة الواحدة طباقا .

والطباق قد يكون بين فعلين ( المثال 1 ) أو بين اسمين ( السطر الثالث من المثال 2 ) أو بين حرفين كما في :

3 - لكما ما لكما وعليكما ما عليكما .

( اللام في لكما وعلى في عليكما ) .

4 - لاتقرإ المجلة واقرإ الكتاب .

هذه الجملة تتضمن طباقا لكنها تختلف عن سابقاتها بكونها تضمنت نهيا بلا وتضمنت أمرا .

5 - خرج من البيت ولم يخرج من البلدة .

لدينا خرج ( إثبات ) ولدينا لم يخرج ( نفي = سلب ) .

الطباق في ( 4 ) و ( 5 ) مبني على تضاد بالسلب عكس الأمثلة ( 1 ) و ( 2 ) و ( 3 ) حيث التضاد بالإيجاب .

الخلاصة:

الطباق هو الجمع بين كلمتين متضادتين ( ثنائية ضدية ) داخل الجملة الواحدة ، ويكون بين حرف وحرف أو بين فعل وفعل أو بين اسم واسم ، ويكون إما بالسلب وإما بالإيجاب .



المقابلة

- وباسط خير فيكم بيمينه - - - - وقابض شر عنكم بشماله

نلاحظ وجود عدد الثنائيات الضدية الموزعة على جملتين هكذا :

باسط / قابض

خير / شر

فيكم / عنكم

بيمينه / بشماله

يعني أن الشاعر جعل لكل كلمة في الشطر الأول ( الجملة الأولى ) ما يقابلها ضديا في الشطر الثاني ( الجملة الثانية ) .

- فقد يشعب الإلفان أدناهما الهوى - - - - وقد يلتئم الضدان أقصاهما الحقد .

كذلك جعل الشاعر لكل كلمة في الجملة الأولى ما يقابلها ضديا في الجملة الثانية هكذا :

يشعب / يلتئم

الإلفان / الضدان

أدناهما / أقصاهما

الهوى / الحقد .

إذا قرأنا هذه الكلمات بشكل عمودى نحصل على جملتين متضادتين من حيث المعنى .

الخلاصة:

المقابلة ظاهرة بلاغية تخص المعنى وتقوم على عدد من الثنايات الضدية وتتجاوز الجملة الواحدة .

وهي شكل من أشكال التوازي ..