أسباب السلوك العدواني والعنف بين اللاعبين

أسباب السلوك العدواني والعنف بين اللاعبين

هناك العديد من العوامل والاسباب التي يمكن ان يعزي اليها السلوك العدواني والعنف بين اللاعبين . وقد قدم بعض الباحثين في علم النفس الرياضي – في ضوء دراستهم عن العدوان والعنف لدى اللاعبين الرياضيين – مجموعة من العوامل والأسباب التى يمكن أن تثير العدوان والعنف لدى اللاعبين الرياضيين.
وقد أشار بل (Bull, 2001) إلى أن من بين أهم أسباب السلوك العدواني والعنف بين اللاعبين ما يلي : -

- المنافسة Competition :
هدف المنافسة الرياضية هو محاولة اللاعب أو الفريق الرياضي إحراز الفوز وهو الأمر الذي يتطلب إستخدام اللاعب أو اللاعبين لأقصى قدراتهم البدنية والنفسية ، ومن ناحية أخرى فإن المنافسة الرياضية ترتبط بالعديد من المواقف الانفعالية التي تتميز بشدة الاستثارة ، كما ترتبط بالعديد من مواقف الاحباط . وفي ضوء ذلك فانه يبدو معقولاً الإفتراض بأن المنافسة الرياضية في ضوء خصائصها تعتبر من بين العوامل التي قد تثير السلوك العدواني والعنف بين اللاعبين .

كما أن التركيز المغالي فيه على الفوز في المنافسات الرياضية من بين العوامل التي قد تدعم العنف لدى اللاعبين والذي قد ينجم عنه محاولة بعض اللاعبين تفسير قواعد وقوانين المنافسة الرياضية بصورة تسمح بقدر أكبر من الحرية للتجاوزات وبالتالي حدوث العنف . كما يعتبرون أن قواعد المنافسات هي بمثابة عراقيل ويحاولون تعلم كيفية الاحتيال عليها ، وقد يتدرب بعضهم على إرتكاب بعض المخالفات التي تتسم بالعنف والتي قد يصعب على الحكام أو القضاة ملاحظتها . ومن ناحية اخرى فإن التركيز المغالى فيه على الفوز في المنافسة قد يدعم الاتجاه نحو التمسك بمبدأ أن " الغاية تبرر الوسيلة " وبذلك تزداد المخالفات ويزداد العنف نظرا لانه كلما زادت اهمية الفوز بالنسبة للاعب الى درجة مغالى فيها كلما ارتبط ذلك بالميل نحو مخالفة القواعد والقوانين والميل للعنف والعدوان العدائي .

- فارق النقاط Point differential :
قد يرتبط فارق النقاط بين اللاعبين او الفريقيين بحدوث السلوك العدواني والعنف فعندما تكون النقاط بين اللاعبين أو الفريقيين متقاربة جدا أو متعادلة فقد بيدو ان ذلك يقلل من السلوك العدواني والعنف على اساس ان اي عدوان او عنف قد يؤثر على نتيجة المنافسة ، ولذلك فإن اللاعب أو الفريق يصبح حريصا للغاية وبالتالي أقل عدوانية . وعلى العكس من ذلك فإن الفارق الكبير في النقاط قد ينتج عنه إحتمال كبير لإستثارة السلوك العدواني والعنف من جانب الفريق أو اللاعبين الاقل نقاطا نظرا لعدم القدرة على تعويض هذا الفارق وبالتالي اللجوء للسلوك العدواني والعنف .

الاحتكاك البدني Physical contact :
هناك بعض الانشطة الرياضية التي تتميز بالمزيد من الاحتكاك البدني مثل هوكي الجليد وكرة القدم الامريكية وكرة القدم والتي يمكن أن ينتج عنها السلوك العدواني والعنف بين اللاعبين على أساس أن كل إحتكاك بدني هو إعاقة للاعب المنافس نحو تحقيق هدف ، وبالتالي فإن تكرار هذا الإعاقات والإحباطات تولد سلسلة من السلوك العدواني والعنف بين اللاعبين .

الحكام Referees :
قد يكون سلوك حكام المنافسات من بين أهم أنواع التعزيزأو التدعيم للسلوك العدواني والعنف وذلك في حالة عدم قيام الحكم بتوقيع العقوبة الفورية المناسبة لكل اداء عدواني . فعدم قيام الحكم الرياضي بمجازاة السلوك العدواني والعنف يعتبر من بين أهم الأسباب التي تسهم في زيادة إحتمال تكرار العدوان ، كما يتيح الفرصة للاعبين أخرين لتقليد مثل هذا السلوك العدواني .

المدربون Coaches
قد يسهم بعض المدربين في إستثارة السلوك العدواني والعنف لدى اللاعبين عن طريق بعض التعليمات الخارجة عن سياق المفهوم التربوي للرياضة مثل مطالبة المدرب الرياضي للاعبين باستخدام أية وسيلة لإيقاف اللاعبين وذلك بإصدار تعليمات للاعبين بقوله مثلاً " اللي يفوت يموت " . وهذا يعني بصورة مباشرة ايقاف المنافسين بأية طريقة وقد يكون بإستخدام العدوان والعنف . ومن ناحية اخرى فِإن تدعيم وتعزيز المدرب الرياضي للسلوك العدواني للاعبين يعتبر من الامور التي تسهم في تكرار مثل هذا السلوك .

كما أوضح كوكس (Cox, 2001) أن من بين الأسباب التي تدعم السلوك العدواني والعنف بين اللاعبين قد يكمن في الاسباب التالية :

ترتيب الفريق League standing :
يرتبط ترتيب الفريق أو اللاعب بدرجة ما بالسلوك العداوني والعنف فقد يبدو أن الفريق أو اللاعب الذي يحتل مكانا في مؤخرة الدوري أو الترتيب العام يظهر قدرا كبيرا من السلوك العدواني عن اللاعب أو الفريق الذي يحتل المراكز المتقدمة . ويمكن تفسير ذلك على أساس أن لاعب أو فريق المؤخرة ليس لديه ما يخسره ، كما أن فرصة الفوز أو إحتلال مركز متقدم قد تبدو ضئيلة . وعلى ذلك فإن السلوك العدواني والعنف يصبح متنفسا وتفريغا للإنفعالات المكبوتة.

نتيجة المنافسة Outcome of the Contest :
قد يلجأ اللاعب او الفريق المهزوم في المنافسة للسلوك العدواني والعنف بدرجة أكبر من اللاعب أو الفريق الفائز . وقد يربتط ذلك بفرضية " الاحباط – العدوان " على أساس أن اللاعب أو الفريق المهزوم يقاسي من المزيد من الإحباطات بدرجة أكبر من اللاعب أو الفريق الفائز .

كما أوضح كل من كورناى وكارون (Courney , Carron 1993) ، و بولارد (Pollard , 1991) ، أنه من بين أسباب السلوك العدواني للاعبين هو اللعب على ملعب الفريق او خارجه Playing at home or away ، إذ قد تلجأ بعض الفرق الزائرة للسلوك العدواني والعنف أثناء المنافسة بدرجة أكبر من الفرق التي تنظم المباراة على ملعبها . وقد يعزي ذلك كرد فعل لتشجيع جمهور المتفرجين ضد الفريق الزائر أو لإقتناع الفريق الزائر بأنهم يلعبون أمام جمهور متعصب .

ويرى الباحث - بحكم خبراته في المجال الرياضي- أن هناك بعض الأسباب الأخرى التى يمكن أن يعزي إليها أسباب السلوك العدواني والعنف بين اللاعبين ومن بين أهمها ما يلي : -
سمات الشخصية :
قد ترتبط إستجابات العدوان والعنف لدى اللاعبين الرياضيين ببعض السمات الشخصية المميزة للاعب ، والتي قد تساعد على حدوث هذه الاستجابات مثل عدم الإستقرار النفسي، وسرعة الإستثارة ، وعدم الثفة بالنفس ، والإفتقار للتسامح وغير ذلك من السمات الشخصية التي لا تساعد على الثبات الإنفعالي للاعب والقدرة على ضبط النفس وكبح جماحها والتي قد تميز الشخصية العدوانية .

قواعد وقوانين اللعب :
يبدو أن قواعد وقوانين بعض الأنشطة الرياضية التي تسمح للحكام بمساحة من التفسير لهذه القواعد والقوانين قد تؤدي إلى حدوث السلوك العدواني والعنف بين اللاعبين . فعلى سبيل المثال قد يتيح قانون لعبة كرة اليد مجالا اكبر للحكام للتفسير الذاتي لأعمال العنف بين اللاعبين ، وقد يترتب على ذلك المزيد من العنف ، في حين أن قانون لعبة كرة السلة مثلا يحدد بدقة ويحرم مثل هذه الأنواع من السلوك بين اللاعبين ، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى ندرة إستخدام العدوان والعنف في كرة السلة بالمقارنة بلعبة كرة اليد .

المدافعون والمهاجمون :
يلاحظ بالنسبة للفرق الجماعية زيادة تكرار السلوك العدواني بين المدافعين بدرجة أكبر من المهاجمين على أساس أن اللاعب المهاجم يسعى إلى مهاجمة المدافع في منطقته التي يحاول الدفاع عنها . ونظرا لأن المهاجم هو الذي يمتلك زمام المبادرة فإن اللاعب المدافع يحاول إيقافه بشتى الطرق وقد تؤدي هذه المحاولات إلي إستخدام السلوك العدواني .

الحالة التدريبية للاعب :
اللاعبون الذين يتميزون بحالة تدريبية عالية ( فورمة رياضية عالية ) – أي الذين يتميزون بإرتفاع مستوى لياقتهم البدنية والمهارية والنفسية – قد يظهرون قدرأً أقل من السلوك العدواني والعنف بالمقارنة باللاعبين الذين يمتلكون درجات منخفضة من الحالة التدريبية ( فورمة رياضية منخفضة) والذين تكون لديهم إحتمالات أكبر لإظهار السلوك العدواني أثناء المنافسة .

وسائل الاعلام :
قد يكون من بين العوامل التي تسهم في إثارة السلوك العدواني بين اللاعبين كتابات بعض النقاد الرياضيين او تعليقات بعض المذيعين للمنافسات على اساس قيامهم بالثناء على اللاعب الخشن الذي يتسم بالصبغة العدوانية والعنف على أساس انه لعب " رجولي " مما يدعم ويعزز سلوك العدوان بين اللاعبين .

منقول

» درس السلوك الاجتماعي القويم
» ملف بوربونت - السلوك المدني -
» دفتر تقويم السلوك - للقسم التحضيري -
» أسباب التأخر الدراسي
» أسباب الكذب عند الأطفال