هذه بعض المقتطفات من يوميات أستاذ متقاعد يحكي تجاربه وتجارب زملائه التربوية ..أنقلها لكم للفائدة ..
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -- - - - - - - - - - - - - - - - - - -
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -- - - -
- - - - - - - - - - -
- - - - -
---
-
الحمد لله الذي شرفنا بهذه المهنة مهنة الأنبياء والرسل
والصلاة والسلام على رسول الله محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، اما بعد :
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
كان بودي المشاركة معكم منذ شهور بما لدي من أفكار وتجارب متواضعة في مجال التربية والتعليم ولكن الإنقطاعات المتكررة للنت عندي بالمنزل حالت دون ذلك ، والحمد لله أن وفقني مع أول يوم للدخول المدرسي لأبدأ اول موضوعي في منتدى مستغانم كوم متمنيا أن يجد نقاشا وإثراءا واسعا خلال هذا الموسم الجديد من طرف السيدات والسادة الأعضاء المحترمين ، وخاصة من إطارات التربية والتعليم وكذلك من الأولياء وأبنائهم .
وارتأيت في هذا الموضوع أن أخرج عن المألوف قليلا عن أسلوب ما يجري في المنتديات العربية من طرح مشاكل التربية والتعليم التي نواجهها كأساتذة أو كأولياء تلاميذ أردت أن أخرج عن أسلوب يطغى عليه التشخيص وعرض المشاكل الذي أرى أنه استوفى حقه من النقاش وأصبح معروفا لدى العام والخاص إلى أسلوب عرض الحلول ( ليس النظرية والأكادمية كما يجري في الندوات التربوية الرسمية الروتينية ) وإنما عرض نماذج وتجارب ميدانية ، ورغم انني لم أحضر كما ينبغي لهذا الموضوع الثقيل إلا أن تفاقم المشاكل بمدارسنا دفعني لفتح الموضوع أملا أن أجد من يخفف عني هذا الحمل من أعضاء المنتدى .
أحاول ان أستحضر ما لدي من تجاربي الخاصة وبعض تجارب أساتذة ومعلمين ممن عرفتهم ، وتجاربي الناجحة التي أقوم بعرضها ليس لأنها هي الأفضل ولكن ربما لسد الفراغ بسبب غياب تجارب ممن سبقونا في هذا المجال فكم تمنيت من الأساتذة والمعلمين ممن كانت لهم تجارب ناجحة أن يدونوها لنا لنستفيد منها ونربح الوقت كما أن التجارب التي سأعرضها عليكم ليست بالضرورة كلها ناجحة بل هناك بعض التجارب الفاشلة التي منها وصلت إلى التجارب الناجحة في مهنتي كأستاذ مربي ( له مسؤولية كبيرة في التربية والتعليم ) .
وهذه التجارب التي اعرضها في شكل مواقف حصلت لي شخصيا أولزملاء بالتعليم ما هي إلا أمثلة للتاكيد على بعض الإشكاليات التربوية الحساسة ومن المواقف واساليب التعامل معها ما يبدو للبعض غريبا أو طريفا ولكنها كانت أساليب ناجحة ميدانيا .
حقا مهنة التربية والتعليم متعبة ولكنها ممتعة جدا عندما تصل إلى تجربة ناجحة في حل مشكلة تربوية .
ولابأس أن نطرح بعض المشاكل التربوية التي تحصل بالمدارس ولكن الأفضل أن ننطلق منها لوضع الحلول المجربة ،،، ولهذا أتمنى من كل معلم مربي حصلت معه مواقف وله تجارب في التربية والتعليم ان يحكيها لنا لنستفيد منها حتى نستطيع ان نغير قدر المستطاع والله المستعان .
،،،،،،،،،،،يتبع
،،،،،،،،،،،،،،،،
- - - - - - - - - - - - - -
(((منقول من يوميات أستاذ)))
- - - - - - - - - - - - - -
قبل ان أعرض الامثلة المجربة في حل المشاكل التربوية ، أعترف بصراحة أن أخطائي في مهنتي كأستاذ كانت كبيرة وعندما اتذكرها أضحك ، وخاصة وأننا لم نتلقى تكوينا كما ينبغي بالمعهد فكل ماكان بالمعهد هو إستهلاك وإجترار ما في كتب الرياضيات والفيزياء وغيرها وملآ السبورة بالكتابة ونقلها على الكراريس ولم نتلقى ما يهمنا من فنون التربية التي هي الأصل ولهذا كانت أخطائي مضحكة (عندما اتذكرها)في التدريس والحمد لله أنني استدركت الأمر بالتكوين الذاتي في الميدان ،
، ومن الأخطاء التي ندمت عليها ، كنت (في بداية مشواري التربوي) لا أقبل من يسدي لي النصيحة من زملائي في التعليم لأنني كنت اعتبرها إهانة ، ولكن تفطنت للأمر عندما قرأت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( لاخير في قوم لايتناصحون ولاخير في قوم لا يقبلون النصيحة ) كان صيحة غيرت تفكيري ومزاجي ومنذ ذلك الحين أصبحت أنا الذي أطلب النصيحة وأشاور في الامر فكانت النتيجة في كثير من الأحيان مذهلة في مهمتي التربوية ،،،
- - - - - - - - - - - - - -
(((منقول من يوميات أستاذ)))
- - - - - - - - - - - - - -من المحزن أن تكون الواجبات المنزلية عقوبة في نظر التلاميذ؟؟
هذه المشكلة حيرتني كثيرا وكنت دائما أتساءل لماذا هذا النفور من الواجبات المنزلية ؟ لا شك ان هناك خلل في إسلوبنا التربوي ؟؟ وذات مرة وبالصدفة طالعت موضوعا يتناول الطرق الإبداعية في حل المشاكل ومنها طريقة تسمى (الإبداع بالمقلوب) فقلت في نفسي لما لا أجرب هذا على عملنا التربوي ؟؟؟؟
فمنذ ذلك الوقت كنت دائما أخرج عن المألوف وأجرب أساليب جديدة مختلفة مع تلاميذي إلى درجة ان التلاميذ كانو يستغربون وحدثت عدة مواقف طريفة ، المهم أنني بدأت أتخلص من الطريقة القديمة الإلقائية المملة واعتمدت الطريقة الحوارية وكنت أسمع من التلاميذ أكثر مما أتكلم ، مع مع تغيير في الوسائل وحتى في طريقة الجلوس وخاصة وأنني أدرس مادة علوم الطبيعة والحياة التي تسمح بذلك ....
كنت اشعر بالحرج عندما أطلب منهم تمارين منزلية بسبب النفور منها فتوقفت عن إعطاء التمارين فترة من الزمن ، ولكن مع مرور الزمن بدأت ثمار التغيير تظهرحتى ذات مرة وفي نهاية الدرس رن الجرس ولم يخرج التلاميذ ( كما في السابق كان عندما يدق الجرس تجد القاعة فارغة في خمس ثوان) لكن هذه المرة ما زلت أذكر عندما جاء التلاميذ يحومون حولي مشكلين حلقة فقلت لهم بإبتسامة وهدوووووووء : لقد إنتهى الدرس فماذا تريدون ؟ فقالولو لي : اعطينا تمارين منزلية ( ؟! ) كانت مفاجاة لي ...ومنذ ذلك الوقت كنت انا الذي أسالهم : هل اعطيكم تمارين ؟ فأسمع الكثير يقول نعم ولكن أقول لهم يجب علي أن أحسب العدد فإذا وجدت أكثر من تسعين بالمئة أعطيكم تمارين ،،،والأمر لا يتوقف هنا بل حتى أسلوب مراقبتها وتصحيحها كان بطرق جديدة نعرض بعضها لاحقا ـ بإذن الله تعالى ــ
ومنذ ذلك الوقت الواجبات المنزلية لم تعد مشكلة .
وربما يقول أحد المشاكل التربوية سببها عدة عوامل ( الشارع ، الأسرة ، الإعلام ....) هذا صحيح
ولكن
الأستاذ بصبره وإجتهاده وتضحيته وتوكله على الله يمكنه إيجاد حلول يتحدى بها هذه العوامل ، ،،،
،،،،،،،،،، يتبع ،،،،،،،،،،،،
- - - - - - - - - - - - - -
(((منقول من يوميات أستاذ)))