التشبيه وأنواعه

التشبيه وأنواعه

--------------------------------------------------------------------------------
التشبيه
تعريف التشبيه: لغة: هو التمثيل، يقال: هذا مثل هذا وشبهه.
واصطلاحاً: هو عقد مماثلة بين شيئين أو أكثر وإرادة اشتراكهما في صفة أو أكثر بإحدى أدوات التشبيه، نحو: خالد كالأسد في الإقدام.
التّشبيه: اشتراك شيئين في صفة أو أكثر، بأداة هي الكاف أو نحوها، ملفوظة أو ملحوظة .

وتنشأ بلاغة التّشبيه من أنه ينتقل بك من الشيء نفسه إلى شيء طريف يُشبهه، أو صورة بارعةٍ تمثّله، وكلما كان هذا الانتقال بعيداً لا يخطر على البال، أو ممتزجاً بقليل أو كثير من الخيال، كان التّشبيه أروع للنفس وأدعى إلى إعجابها واهتزازها.
فلو قلنا: إنّ فلاناً يُشبه فلاناً في الطول، أو أن الأرض تشبه الكرة، لم يكن لهذه التشبيهات أثر للبلاغة، لظهور المشابهة، وعدم احتياج العثور عليها إلى براعة وجهد أدبي، ولخلوّها من الخيال.
وقد جرى (أي اعتاد) العرب على تشبيه الجواد بالبحر والمطر، والشجاع بالأسد، والوجه الحسن بالشمس والقمر، والعالي المنزلة بالنجم، والحليم الرزين بالجبل، والأماني الكاذبة بالأحلام....
*أركان التشبيه
قال الشاعر:
أنتَ كالليث في الشجاعة والإقـ دام، والسيفِ في قراعِ الخطوب
لقد رأى الشاعر ممدوحه متصفاً بوصفين، هما: الشجاعة ومصارعة الشدائد، فبحث له عن نظيرين في كلّ منهما تظهر إحدى هاتين الصفتين قوية، فشبهه بالأسد في الأولى، وبالسيف في الثاني، وبيّن هذه المضاهاة بأداة هي الكاف.
أركان التشبيه أربعة: عند نتأمل المثال السابق نرى أنّها:
1 - المشبّه: أنت.
2 - والمشبّه به: الليث.
3 - ووجه الشبه: الشجاعة والإقدام .
4 - وأداة التشبيه الكاف.
والركنان الأوّلان ـ وهما المشبّه والمشبّه به ـ يسميّان طرفي التشبيه.
أدوات التشبيه: أدوات التشبيه ألفاظ تدل على المماثلة، وهي على أقسام:
1 - حروف، مثل (الكاف) و(كأنَّ)،
قال تعالى: (وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ)
وقال تعالى: (فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ * فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ).
2 - أسماء، مثل: (مثل) و(شبه)،
قال تعالى: (وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ)
وقال تعالى(مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا).
3 – أفعال، نحو: يحكي ويضاهى، وأفعال اليقين أو الرجحان مثل: ظنّ وحسب وجعل، وخال.
قال تعالى : (وجعلنا الليل لباساً)
وقال الرفاء يصف شمعة:
مفتولـة مجدولة تحكي لنا قد الأسـل
كأنـها عمر الفتى والنار فيها كالأجل
وقال الشاعر:
وتراه في ظُلم الوغى فتخاله قمرا يكر على الرجال بكوكب
*أقسام التّشبيه
التشبيه باعتبار أداته: التشبيه باعتبار أداته ينقسم إلى قسمين:
1 - التشبيه المرسل: وهو ما ذكرت فيه الأداة، نحو
قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء).
2 - التشبيه المؤكّد: هو ما حذفت منه أداة التشبيه، ويسمى (مؤكّداً) لإيهامه أن المشّبه عين المشبّه به.
نحو قوله:
أنت نجمٌ في رفعة وضياء تجتليك العيون شرقا وغربا
وقوله:
هم البحور عطاءً حين تسألهم وفي اللقاء إذا تلقاهم بُهْمُ
التشبيه باعتبار وجه الشبه: التشبيه باعتبار وجه الشبه ينقسم إلى قسمين:
1- التشبيه المجمل: ماحذف منه وجه الشبه، نحو:
وكأنّ الشمس المنيرة دينـ ـار جلته حدائد الضرّابِ
قال تعالى وله الجوار المنشأت في البحر كالأعلام ).
2- التشبيه المفصل: وهو ما ذكر فيه وجه الشبه، نحو:
قول البحتري :
يـا ابـن النبيِّ حقـا ويا أز كى قريش نفساً، وديناً، وعرضاً
بنت بالفضل، والعلِّو فأصبحـ ـت سماءً ، وأصبح الناس أرضا

** ملاحظات :
1- قد يكون التشبيه مرسلاً مفصلاً ، أو مرسلاً مجملاً ، أو مؤكداً مفصلاً
2- إذا حذفت أداة التشبيه ووجه الشبه من أسلوب التشبيه، سمي بليغا (موكداً مجملاً ) لما فيه من مبالغة في اعتبار المشبه عين المشبه به، نحو:
قوله تعالىإِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ)،
وقوله تعالى: (وَجَعَلْنَا الْلَيْلَ لِبَاسًا)،
وقول الشاعر:
أين أزمعتَ أيّهذا الهُمامُ نحن نبتُ الرُّبا وأنتَ الغَمامُ
وقول الشاعر :
فاقضوا مآربكم عجالا إنما أعماركم سفرٌ من الأسفار