المقاربة النصية
عناصر العرض
*-مدخل:
*- مفهوم المقاربة النصية:
*- لماذا نقارب ( نلجأ إلى المقاربة)؟
*- المعنى البيداغوجي للمقاربة النصية :
*- شروط النص الجيد:
*- أهمية المقاربة النصية:
خطوات المقاربة النصية: *-
*- تنفيذ نشاط باعتماد المقاربة النصية:
النـــــص نقطة انطلاق
إن الصيحة التي ينبغي أن تدوي في مدارسنا, هي تلك الصيحة التي تنادي بتوجيه القسط الأكبر من عنايتنا بأطفالنا إلى تعلم اللغة العربية في مراحل الدراسة جميعها, وليس المقصود من ذلك زيادة عدد حصصها في الجدول الدراسي أو تقرير امتحان خاص لها أو غير ذلك من العناية الشكلية التي يتصورها البعض وإنما المقصود هو العناية بتدريبها على أساس تغيير شامل في طبيعتها الحقيقية من حيث وظيفتها في حياة المتعلم في ضوء أحدث الاتجاهات التربوية.
وقد طالعتنا مناهج الإصلاح التربوي بمناهج جديدة طموحة وفعالة واعتبرت الغاية الأساسية من تدريس اللغة العربية هي تمرين المتعلم على القراءة والكتابة والتخاطب بسهولة ويسر قصد التواصل مع غيره بكيفية تسهل له العيش في بيئاته المختلفة ( الطبيعية, الاجتماعية, العلمية والثقافية ) وبذلك تصبح اللغة أداة التواصل والتفاهم والتفكير السليم وتساعد على تنمية القدرات الفكرية والثقافية للمتعلم.
وقد انطلقت هذه المناهج في رؤيتها هذه من المقاربات الحديثة كالمقاربة بالكفاءات والمقاربة التفاعلية الاجتماعية والمقاربة بالمشروع والمقاربة النصية هذه الأخيرة التي سنتناولها في بضعة أسطر بشيء من التفصيل.
واللغة العربية في المنظومة التربوية وسيلة التعليم والتواصل والتبليغ، لهذا كان لزاما على المدرسة أن تعنى بهذه الأداة وتجعلها أداة طيعة لدى المتعلمين وسليقة فيهم تصبح أساس تفكيرهم ووسيلة تعبيرهم .
و هىليست مادة دراسية فحسب ، ولكنها - بالإضافة إلى ذلك - وسيلة ومفتاح لدراسة المواد الأخرى التي تدرس في مختلف المراحل إن الهدف من تعليمها لم يعد يقتصر على تعلمها من أجل معرفتها ، بل هو جعل المتعلم يتحكم في لغة عربية معاصرة وذلك بتدريبه على التعبير والتواصل معا في وضعيات ذات دلالة .
المقاربةالنصية
-مدخل :
رافق الاصلاح الجديد للمنظومة التربوية ظهور الكثير من المصطلحات منها:
المقاربة بالكفاءات,بيداغوجيا الإدماج, البنائية , المقاربــة النصية ...هذه الأخيرة ستكون موضوع المداخلة.
*- مفهوم المقاربة النصية :تتكون من لفظتين : مقاربة +نص.
*- المقاربة : مجموعة التصورات والمبادئ والاستراتيجيات التي يتم خلالها تصور منهاج دراسي وتخطيطه وتقويمه.
*- اختيار منهجي , ونعني بها طريقة تناول النصوص فهناك عــدة طرائق لتناولها وشرحها .وتتم حسب مستويات :
- المستوى الأول : يتعلق بتطور الموضوع ونموه.
- المستوى الثاني :يتعلق بالدلالة اللغوية , الفكرية , أساليب الخطـــــاب ...المؤشرات الدلالية Sadالحكم,التقييم , الإثبات ,الإقناع, التصور , الموازنـة
المقارنة...).
- المستوى الثالث : نحو النص ؛ يمثل القواعد التي تتحكم في بناء النــص ونظام الخطاب وكيفية سير النصوص حسب الوضعيات المختلفة .
*- النص : مجموعة جمل مركبة مترابطة تحقق قصدا تبليغيا وتحمل رسالة.
*- لماذا نقارب ( نلجأ إلى المقاربة)؟
- تعريف المقاربة النصية
2- المستويات المعتمدة في المقاربة النصية
ا- المستوى الفكري
ب- المستوى البنائي
3- اختيار النص في المقاربة النصية
4 - الغاية من المقاربة النصية
- تعريف المقاربة النصية :
هي الدنو و الاقتراب ، مع السداد و ملامسة الحق ، فيقال قارب فلان فلانا إذا داناه ، كما يقال قارب الشيء إذا صدق و ترك الغلو ،.
لغة : المقاربة و منه فالمقاربة النصية هي الدنو من النص و الصدق في التعامل معه .1
المستويات المعتمدة :
ا/ المستوى الدلالي ( الفكري ) :
إن مبدأ المقاربة النصية ينطلق من النص كمحور لكل التعلمات و حوله تدور الأنشطة جميعها من أدب و نصوص و مطالعة و تعبير . و ليمضي المتعلم في سبيله لتلك المقاربة عليه أولا أن يثري رصيده اللغوي بمفردات جديدة ذات دلالات ، و يثري رصيده الفكري بأمور كثيرة كملامح بيئة صاحب النص ، و الاطلاع على النمط و خصائصه ، عن طريق اكتشافه معطيات ذلك النص المدروس و مناقشتها، مع تفحص تركيب فقراته و مدى اتساقها و انسجامها
ب/المستوى البنائي:
يصل إلى آخر محطة من تحقيق المقاربة النصية و هوأن يكون قادرا على نسج نص على منوال
النص المدروس ، باحترامه الخصائص المناسبة لنمطه ، مدمجا تلك الظواهر المدروسة على اختلافها، بعد أن انطلق من النص : حلله و استخلص خصائصه .
اختيار النص في المقاربة النصية :
يتم اختيار النص في المقاربة النصية على الأسس التالية :
ا/ هل للنص دلالة بالنسبة للتلميذ ؟ ( هل يثير اهتمامه ) ؟
ب/ ما هي التعلمات المستهدفة ؟ ( المعجم- التراكيب- الظـــــواهــــر النحــــــوية و الصرفية– و البلاغية )
ج/ ما هي الكفاءة المستهدفة من معالجة النص ؟ ( الكفاءات التعلمية )
د/ ما هي المهارات التي ينبغي تنميتها ؟
ه/ هل النص يخدم المهارات ؟ ( القراءة – الاستماع – التعبير و التواصل – الكتابة )
3- الغاية من المقاربة النصية :
يمكن تلخيصها في النقاط التالية :
ا/ التحكم في أدوات اللغة العربية .
ب/ القدرة على تحليل هيكل النص لبناء المعنى .
ج/ تنمية الرصيد اللغوي و المعرفي.
د/ تنمية المهارات الأساسية في التعبيرين الشفوي و الكتابي .
ه/ تواصل المتعلم مع غيره بكيفية تسهل له العيش في بيئاته المختلفــــة
( الطبيعيـة – الاجتماعية – العلمية – و الثقافية )
ز/ الارتقاء بالمتعلم من مستوى البناء إلى حد الإبداع في الانتاج الكتــابي و الشفوي .
*- شروط النص الجيد :
*- الاتساق: مجموعة من القواعد الشكلية التي تربط العناصر اللغوية مــن أصغر وحدة (الجملة) إلى أكبر وحدة (النص كله).
*- الانسجام :التآلف الشامل بين مركبات النص الدلالية والشكلية والتقـارب بينها .
*- العائد : له دور ربط العناصر اللغوية فيما بينها ,لتحقيق الاتساق الداخلي والانسجام الخارجي .يكون العائد ضميرا ,اسم إشارة ,اسما موصولا...
*- أهمية المقاربة النصية :
- إسهام المتعلم في بناء معارفه بنفسه انطلاقا من عمليتي المـــــلاحظة والاكتشاف .
- التدرب على دراسة النص دراسة وافية تنضوي تحتها عدة مجــــالات Sadالمعجمية, التركيبية,الدلالية,التذوق...).
- يتفتح المتعلم على مبادئ النقد,وإبداء الرأي ,ويتربى على استخدام العقل في تقدير الأمور .
- يقوى لديه الميل للتعبير والتواصل الشفهي
*-خطوات المقاربة النصية :
*- مرحلة الملاحظة : التعرف على النص,قراءة نموذجية ,قراءات فرديــــة
(فهم عام )وضعية انطلاق.
*- مرحلة بناء التعلم : مفاهيم ,مفردات ,تراكيب ,معارف ,تذليل بعض الصعوبات اللغوية لبعض الجمل والعبارات ,باللجوء إلى الإعراب أو الصـرف بهدف خدمة النص.
- حمل المتعلمين على استحضار قواعد اللغة ذهنيا أثناء القراءة .
*- مرحلة تعميم الاستعمال: ترقية الأداء واستثمار المقروء من بعض جوانبه.
*- هل تستجيب المقاربة النصية لجميع أنشطة اللغة ؟
النص هو محور جميع عمليات التعلم في اللغة العربية ,فهو المنطلق فـــي النحو والبلاغة والتعبير والتذوق وغيرها.لكن النصوص لاتقي بجميع متطلبات التعلم .
فالقواعد مثلا تقدم من خلال نصوص متنوعة في سياقها اللغوي ,ولكن
هذه الطريقة لم تكن كافية ,إذ نادرا ما يتهيأ للنص الواحد أن يستوعب جميـع
قواعد الباب النحوي أو الصرفي .لذلك يلجأ المعلم إلى التأليف بين طريقتيـن
يعتمد النص ,ثم يحور أويضيف بعض الأمثلة التي لم ترد فيه.
*- تنفيذ نشاط باعتماد المقاربة النصية :
- تحديد الكفاءة المستهدفة من النشاط .
- إبراز بعض المؤشرات منه .
- حصر أهم المكتسبات التي شملها .
*- وضعية الانطلاق : قراءة النص – إذا كان جديدا-
مراجعة النص – إذا سبق تناوله-
استخلاص المنطلقات (أمثلة ,بنيات,)
*- مرحلة بناء التعلم : المناقشة,الموازنة, استنتاجات,تدريبات...
*- مرحلة الاستثمار والتقويم : عودة للنص ثانية من أجل التطبيق و الدعم.
لماذا المقاربة بالنص ؟
*- التحكم في أدوات اللغة العربية .
*- القدرة على تحليل هيكل النص لبناء المعنى .
*- تنمية الرصيد اللغوي و المعرفي .
*- تنمية المهارات الأساسيةفي التواصل الشفوي و الكتابي .
- ما هي نظرة المناهج الجديدة لتعلم اللغة العربية ؟
- إن النظرة الجديدة لتعلم اللغة تتأسس على أنها كل ، و هذا ما يبرر وجود الأبعاد الثلاثة للنشاط اللغوي :الشفوي و الكتابي و القرائي،إلى جانب التعلمات الأخرى كالنحوو الصرف و الكتابة و المعجم …و هذه النشاطات و التعلمات هي التي تكون في خدمة النشاط اللغوي و ليس العكس .
- التوزيع لنشاطات اللغة وفق طريقة بيداغوجية منسجمة يسمح بشرح كيفية عمل نظام اللغة و اعتبارها كلا،و إزالة القطيعة بين مختلف النشاطات التي كانت تنتهج في االسابق .
- على أي أساس يتم اختيار النص ؟:
- هل للنص دلالةبالنسبة للتلميذ؟ ( يثير اهتمام التلاميذ)
- ما هي التعلميات المستهدفة ؟ ( المعجم ، التراكيب ،الظواهر النحوية و الصرفية المدمجة)
- ما هي الكفاءة المستهدفة من معالجة النص ؟ ( الأهداف التعلمية )
- ما هي المهارات التي ينبغي تنميتها ؟
- هل النص يخدم المهارات : الاستماع ، القراءة،التعبير و التواصل ، الكتابة ؟والكفاءة المستهدفة من المقاربة النصية ( للنص )هي الإنتاج الكتابي لنصشبيه بالنص المدروس،لأن الغرض من ممارسة نشاطات اللغة ،القدرة على التعبيرالكتابي .
إن هذه المقاربة تساعد المتعلم على توظيف مكتسباته القبلية
إن المقاربة النصية تستدعي تعويد المتعلم على بعض طرائق التعامل مهما كانت بسيطة من أجل التحكم في كفاءات التعبير والقراءة والكتابة . مثــــل :
1. تدوين المعلومات حين يقرأ ويسمع .2 التعليق شفويا أو كتابة على ما يقرأ ويسمع 3 ـ العمل على وصف ما يشاهد من أشياء .
4 ـ المبادرة باختصار الكلام وحوصلته .
5 ـ التدرب على ما يطلب منه فعله وإدراكه . . .
فهي تضع المتعلم أمام المشكلة التي يراد منه حلها وتدفع بع الى تناولها بقوة مما يقوده الى الحل الذي يجعله قادرا على الحكم على قدراته وامكاناته اللغوية في حل المشكلات التي يعرضها عليه النص وفي هذه الحالة نجد المتعلم يتعامل مع المفردة اللغوية وهي في سياقها الطبيعي وبيئتها الحقيقية فيكتشف معانيها الصحيحة ومدلولاتها التي لا تقبل غيرها. وهذا ما يجعلنا نقول أن الوسيلة الوحيدة لتدريس الأنشطة اللغوية هي النص اللغوي وبمختلف أنماطه: القصصي والحواري والحجاجي والإخباري و... إن العمل بهذه الكيفية يسمح للمتعلم بالاحتكاك بمختلف أنواع التعبير ويمكنه من ممارستها بكفاءة.كما تهدف القراءة كحصة مبرمجة في المقرر إلى تعليم التلميذ اللغة من جهة وإلى إكسابه آليات الفهم والاستيعاب وكذا اكتشاف السمة التركيبية التي ينبني عليها النص من جهة أخرى، وهذا إعدادا له لمرحلة الإنتاج والابتكار التي يحاول فيها محاكاة النماذج المثالية عبر إعادة تركيب النظم اللغوية .