إعراب المضارع
يكون الفعل المضارع مرفوعاً أو منصوباً أو مجزوماً
أولاً – رفع المضارع :
يرفع بالضمة إذا كان صحيح الآخر مثل :
يصابُ الفتى من عثرة بلسانه *** و ليس يصابُ المرءُ من عثرة الرجل
و يرفع بالضمة المقدرة إذا كان معتل الآخر مثل :
فعثرِتُهُ منْ فيه ترمي برأسه *** و عَثْرَتُهُ بالرجل تَبرا على مهل
ترمي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة
ليتَ الكواكبَ تدنو لي فأنظمها *** عقودَ مدحٍ فما أرضى لكم كَلِمي
تدنو : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو
أرضى : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف
ثانياً : نصب المضارع :
ينصب المضارع إذا سبقه أحد النواصب و هي أربعة ( أنْ , لنْ , كي , إذنْ )
( يريدُ اللهُ أنْ يخففَ عنكم )
أن : حرف ناصب
يخففَ : فعل مضارع منصوب بأن و علامة نصبه الفتحة الظاهرة و الفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو
و المصدر المؤول من أنْ و الفعل في محل نصب مفعول به و التقدير : " يريد الله التخفيف عنكم "
نصب المضارع بأن المضمرة
تنصب ( أنْ ) الفعل المضارع و هي مضمرة لا تظهر , و يتم هذا بعد لام التعليل و لام الجحود و حتى
( و هي حروف جر ) كما يتم بعد فاء السببية و واو المعية و أو التي بمعنى إلى أو إلا ( و هي حروف عطف )
بعد لام التعليل مثل : ثرنا لندفع ظلمَ القوي عن الضعيف
بعد لام الجحود مثل : ما كان الله ليعذبَهُمْ و أنت فيهم
بعد حتى مثل : لا يؤمن أحدكم حتى يحبَ لأخيه ما يحبُّ لنفسه
بعد فاء السببية مثل : لا تكنْ رطباً فتعصرَ , و لا يابساً فتكسرَ
بعد واو المعية مثل : لا تنهَ عن خلق و تأتي مثله *** عار عليكَ إذا فعلت عظيمُ
بعد أو التي بمعنى إلى أو لا مثل :
فقلتُ له لا تبكِ عينُك إنما *** نحاول ملكاً أو نموتَ فنعذرا
ملحوظات
1- تميز فاء السببية عن غيرها بأنها تكون مسبوقة بنفي أو طلب ,
و أنواع الطلب : الأمر , النهي ( و أداته لا ), و الاستفهام , و الحض ( و أداته هلاَّ ) , و العرض ( و أداته ألا ) و التمني ( و من أدواته ليت ) و الترجي ( و من أدواته لعلَّ )
2- واو المعية كفاء السببية تسبق بنفي أو طلب
3- تظهر فتحة النصب على المضارع الصحيح أو المعتل بالياء أو الواو , أما المضارع المعتل بالألف فتقدر الفتحة على آخره مثل : على المرءِ أنْ يسعى و ليس عليه إدراكُ النجاحِ
جزم المضارع
يجزم الفعل المضارع في حالات ثلاث :
1- إذا سبقه أحد الحروف الجازمة
2- إذا وقع بعد أداة شرط جازمة
3- إذا كان جواباً للطلب
أولاً _ الجزم بالأدوات الجازمة التي تجزم فعلاً مضارعاً واحداً :
يجزم الفعل المضارع بالأدوات الجازمة و هي ( لم , لمّا , لام الأمر , لا الناهية )
تكون علامة جزم المضارع الصحيح السكون الظاهرة على آخر مثل : لم يأكلْ
و حذف حرف العلة من آخره إذا كان معتل الآخر و يعوض عن حرف العلة المحذوف بما يناسبه من حركة الياء يناسبها الكسرة , و الألف يناسبها الفتحة , و الواو يناسبها الضمة
مثل : لم يأتِ , لم يدنُ , لم ينهِ
" لم , لمّا "
حرفا نفي و جزم و قلب أي تنفيان المضارع و تجزمانه و تقلبانه من الحاضر إلى الماضي ,
و تمتاز ( لمّا ) بأن النفي يستمر معها إلى زمن المتكلم , و أن المنفي بـ ( لمّا ) متوقع الحصول بخلاف لم مثل :
فإن كنتُ مأكولاً فكنْ خيرَ آكلٍ *** و إلا فأدركني و لمّا أُمزقِ
و أمزقِ : فعل مضارع مجزوم بـ ( لمّا ) و علامة جزمه السكون و حرِّك بالكسر لضرورة القافية
ثانياً _ جزم المضارع بأدوات الشرط الجازمة التي تجزم فعلين مضارعين:
و هذه الأدوات تجزم فعلين مضارعين الأول فعل الشرط و الثاني جواب الشرط و جزاؤه و هي :
( إن , إذما , و هما حرفان )
( منْ , ما , مهما , متى , أيّان , أين , أنى , حيثما , كيفما , أيُّ و هي أسماء و لها محل من الإعراب )
مثل : إنْ تعملْ خيراً تفلحْ
إن : حرف شرط جازم
تعمل : فعل مضارع فعل الشرط مجزوم و علامة جزمه السكون الظاهر , و الفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت ( و سمي فعل الشرط لأن عمل الخير هنا شرط الفلاح )
خيراً : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة
تفلحْ : فعل مضارع جواب الشرط و جزاؤه مجزوم و علامة جزمه السكون الظاهر و الفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت ( و سمي الفعل جواب الشرط و جزاؤه لأن الفرح هو نتيجة لعمل الخير و جزاءٌ له و جواب لسؤال مقدر " ماذا يحدث لو عملتَ خيراً ؟ " )
إعراب أدوات الشرط الجازمة
إنْ , إذما , حرفان لا محل لهما من الإعراب
من , ما , مهما ,
1- هذه الأدوات مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ إذا كان فعل الشرط الواقع بعدها متعدياً و استوفى مفعولاته مثل : ما تتعلمْهُ يفدْكِ
أو كان لازماً لا يحتاج إلى مفعول به مثل : من يجتهدْ ينجحْ
و الخبر في المثالين هو جملتا الشرط و الجواب معاً
2- و تكون هذه الأدوات في محل نصب مفعول به إذا وقع بعدها فعل متعد] لم يستوفِ مفعولاته
مثل : ما تأكل ينفعك , منْ تكرمْ يكرمك
3- و تكون في محل خبر مقدم إذا كان فعل الشرط ناقصاً و لم يستوفِ خبره
مثل : مهما تكن قوتُك فإنك ضعيفٌ أمامَ الحقِ
4- و إذا دلت ما , و مهما على مصدر أعربت مفعولاً مطلقاً
مثل : مهما تناضلْ تعضدْ به إخوانك المناضلين أي " أيَّ نضال تناضل تعضدْ به ... "
متى , أيَّان
و هما في محل نصب على الظرفية الزمانية متعلقان بالجواب مثل :
متى تأتِنا تلْمِمْ بنا في ديارنا *** تجدْ حَطَباً جَزلاً و ناراً تَوَقَّدا
أين , أنى , حيثما
أسماء شرط جازمة في محل نصب على الظرفية المكانية , و ( ما ) في حيثما أو أيمنا زائدة لا عمل لها مثل :
أينما تدرسوا تستفيدوا .. و حيثما كنتم فولوا وجوهكم نحوه
كيفما
اسم شرط جازم مبني على الفتح في محل نصب حال مثل : كيفما تتوجه تصافْ خيراً و ( ما ) في كيفما زائدة لا عمل لها
و قد تكون كيفما في محل نصب خبر إذا تلاها فعل ناقص مثل : كيفما يكنْ المرء يكنْ صديقه
أيُّ ( و هي وحدها معربة و بقية أسماء الشرط مبنية )
مواضع اقتران جواب الشرط بالفاء
1- إذا كان جواب الشرط جملة اسمية مثل : إنْ تدرسْ جيداً فالنجاحُ مؤكدٌ
2- إذا كان جواب الشرط جملة فعلية فعلها طلبي مثل : إن تخلصْ في عملك فثقْ بالفوز
3- إذا كان جواب الشرط جملة فعلية فعلها جامد مثل : إنْ تساعدْ إخوانك فعسى الله أنْ يساعدك
4-إذا كان جواب الشرط مسبوقاً بـ لن مثل : إنْ تعملْ بإخلاصٍ فلن تخسرْ
5- إذا كان جواب الشرط مسبوقاً بـ قد مثل : إن ناضلتَ بشجاعةٍ فقدْ أصبحت من الأبطال
6- إذا كان جواب الشرط مسبوقاً بالسين أو سوف مثل : إنْ خفْتُم عَيْلةً فسوف يُغنيكُمُ الله من فضله
7- إذا كان جواب الشرط مسبوقاً بنا مثل : منْ يرشدْ الضالينَ فما يضيعهُ الله
حذف الشرط و الجواب
1- يجوز حذف شرط ( إنْ ) إذا عُلم من مجرى الكلام كأن تكون ( إنْ ) مقرونة بلا مثل :
فطلِّقها فلستَ لها بكفءٍ *** و إلا يعلُ مَفْرِقَكَ الحسامُ
2- و يجوز حذف الجواب إذا عُلم من مجرى الكلام كقولنا :
إنْ استطعتَ أن تزورني لنتحدثَ عما يشغل أفكارنا .. فجواب استعطت محذوف و التقدير هنا
( إن استطعت أن تزورني .. فأفعل )
3- يجوز حذف الشرط و الجواب معاً إذا ذكر متا يدلُّ عليهما
مثل : إن أخلصتَ في نضالكَ كافأتكَ و إلا فلا
ثالثاً _ الجزم بالطلب :
قد يجزم المضارع إذا وقع جواباً للطلب ( و الطلب يتضمن الأمر , و النهي , و الاستفهام , و التمني , و الترجي , و الحض , و العرض )
مثل : دُمْ على كظم الغيظ تُحمد عواقبه .. و التقدير فإن تدم على كظم الغيظ تُحمد عواقبك
لا تسرْ في وسط الشرع تتعرضْ لخطر السيارات .. و التقدير فإن تسر في وسط الشارع تتعرض لخطر السيارات
و تعليل هذا الجزم : أنَّ هذا الكلام يتضمن شرطاً مقدر اً
بناء الفعل المضارع
1- يبنى الفعل المضارع على السكون إذا اتصلت به نون النسوة مثل :
" أنتن تُسهِمْنِ في شفاء المرضى "
2- يبنى على الفتح إذا اتصلت به إحدى نوني التوكيد اتصالاً مباشراً مثل :
" لا تركنّنَّ إلى الكسلِ "
للأمانة منقول