المهارات الأربع في تعليم اللغة العربيةالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المهارات الأربع في تعليم اللغة العربية
إن الهدف من تعليم اللغة العربية هو تنمية أربع مهارات رئيسية لدى التلاميذ وهذه المهارات الأربع هي :
1. القراءة الجيدة الخالية من الأخطاء .
2. الكتابة الجيدة الخالية من الأخطاء .
3. التحدث الجيد الخالي من الأخطاء .
4. الاستماع الجيد الخالي من الأخطاء .
وفي هذه النشرة بإذن الله سنتحدث عن المهارة الأخيرة حيث يرى بعض المربين أن الاستماع الجيد نوع من أنواع القراءة ، لأنه وسيلة إلى الفهم ، وإلى الاتصال اللغوي بين المتكلم والسامع ، فإذا كانت القراءة الصامتة بالعين ، والقراءة الجهرية قراءة بالعين واللسان ، فإن الاستماع قراءة بالأذن .
وتنمية مهارة الاستماع الجيد أمر ضروري للتلاميذ وأمر ضروري للمعلم يساعده على إيصال المعلومة وضبط الفصل وحسن إدارته .
ورغم أنه لا توجد حصص مستقلة لتعليم الاستماع إلا أننا نستطيع تعلم هذه المهارة وأن ندرب التلاميذ عليها في جميع حصص اللغة العربية . وفق التوجيهات الواردة في هذه النشرة .
(( أهمية الاستماع ))
الاستماع عماد كثير من المواقف التي تستدعي الإصغاء والانتباه : كالأسئلة والأجوبة ، والمناقشات والأحاديث ، وسرد القصص والخطب والمحاضرات ، وبرامج الإذاعة وغيرها …
وفيه كذلك تدريب على حسن الإصغاء ، وحصر الذهن ، ومتابعة المتكلم ، وسرعة الفهم ، وتبدو هذه الأهمية عند طلاب الجامعات ، لأن عماد الدراسة لديهم إنما المحاضرات والاستماع إليها .
وتشكو الجامعات اليوم عجز كثير من الطلاب عن تتبع الحاضرين ، وكتابة خلاصة لما يسمعون من المحاضرات ومن أسباب ذلك أن الطلاب لم يهيؤا لهذه المواقف الاستماعية ولم يتعهدهم أساتذتهم في المراحل التعليمية السابقة على الاستماع وتلخيص ما يسمعون .
الفرق بين السماع والاستماع والإنصات
السماع :
مجرد استقبال الأذن لذبذبات صوتية من مصدر معين دون إعارتها انتباهاً مقصوداً .
الاستماع :
فهو مهارة يعطي فيها المستمع اهتماماً خاصاً واهتماماً مقصوداً لما تتلقاه أذنه من أصوات ليتمكن من استيعاب ما يقال .
الإنصات :
هو أعلى مرتبة لأن فيه تركيزاً أكبر من الانتباه والإصغاء من أجل هدف محدد ، لذلك أمرنا الله سبحانه وتعالى بالاستماع للفهم والتدبر وبالإنصات للخشوع عند سماع القرآن الكريم ، قال تعالى : وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون 204الأعراف .
وتفسير هذه الآية يقول : (أي وإذا تليت آيات القرآن فاسمعوها بتدبر واسكتوا عند تلاوته إعظاماً وإجلالاً للقرآن .( لعلكم ترحمون) أي لكي تفوزوا بالرحمة .
أهداف التدريب على الاستماع
1/ تنمية قدرة التلاميذ على متابعة الحديث والتمييز بين أفكاره الرئيسية والثانوية .
2/ تنمية احترام الآخرين وأخذ أحاديثهم باعتبار شديد .
3/ تنمية قدرة التلاميذ على فهم التعليمات وتحصيل المعرفة من خلال الاستماع والمشاركة الإيجابية في الحديث .
4) تشجيع التلاميذ على التقاط أوجه التشابه والاختلاف بين الآراء .
5) تنمية قدرة التلاميذ على تخيل الأحداث التي يحكى عنها .
6) تنمية قدرة التلاميذ على استخلاص النتائج من بين ما يسمعونه .
7) تنمية قدرة التلاميذ على التنبؤ بما سيقوله المتحدث تأكيداً أو انفعالاً أو رفضاً لمبدأ أو فكرة .
تنمية قدرة التلاميذ على تذوق الأدب شعره ونثره مقروءاً عليهم .
9) تنمية قدرة التلاميذ على اكتشاف الخطأ فيما يستمعون إليه ومحاولة تصحيحه .
طرق تنمية مهارة الاستماع :
1) ينبغي أن يكون المعلم نفسه قدوة للتلاميذ في حسن الاستماع ، فلا يقاطع تلميذاً يتحدث ولا يسخر من
طريقة حديثه .
2) ينبغي أن يختار المعلم من النصوص والمواقف اللغوية ما يجعل خبرة الاستماع عن التلاميذ ممتعة
يطلبون تكرارها .
3) ينبغي للمعلم أن يهيئ التلاميذ للاستماع الجيد بتوضيح طبيعة المادة التي سوف يلقيها عليهم أو
التعليمات التي سوف يصدرها مبيناً لهم المطلوب مثل التقاط الأفكار أو متابعة سلسلة من الأحداث مثلاً
4) يمكن في بعض دروس القراءة أن يقرأ المعلم على التلاميذ قصة أو موضوعاً شائقاً جديداً يستمعون
إليه ثم بعد ذلك يناقشهم مناقشة شاملة ودقيقة لما استمعوا إليه أو يكلفهم كتابة ملخص لما استمعوا
إليه في كراس التعبير مثلاً .
5) كما يمكن في حصة القراءة مثلاً أن يطلب المعلم من التلاميذ تصحيح الخطأ في قراءته النموذجية ثم
يتعمد أن يخطئ في بعض الكلمات ليكتشف مدى قدرة التلاميذ على الاستماع الجيد .
6) في حصة الإملاء يستمع التلاميذ للموضوع بتركيز شديد ثم يناقشهم فيه قبل إملائه عليهم .
7) كما يمكن في حصة الإملاء أيضاً أن يملي المعلم على التلاميذ سطراً مثلاً مع عدم تكرار الكلمات مما
يجذب انتباههم أكثر. ثم في المرة التالية سطرين ، ويتدرج في المقدار والسرعة حتى يستطيع أن يكمل
إملاء قطعة كاملة ، ويستحسن في هذه الطريقة تقسيم القطعة إلى جمل صغيرة ، وترك فترة كافيه
للتلميذ ليتذكر ما قيل ، وكتابته .
في درس التعبير يلقي المعلم قصة ثم يناقش التلاميذ شفوياً أو يكلفهم تلخيصها أو كتابة نهاية لها
مثلاً أو اختيار عناناً مناسباً لها .
9) كما يمكن في حصة التعبير تكليف التلاميذ كتابة ملخص لخطبة الجمعة السابقة للحصة ، مع ذكر بعض
الأدلة التي أوردها الخطيب .
10) كما يمكن للمعلم أن يناقش التلاميذ فيما استمعوا إليه في الإذاعة المدرسية ، ووضع حوافز مادية أو
معنوية لذلك .
11) كما يمكن في حصة التعبير أيضاً أن يدير المعلم جهاز التسجيل ، ويسمع التلاميذ حواراً بين عدة
أشخاص ثم يناقشهم فيما استمعوا إليه من قبل كل شخصية .
12) في بعض الحصص ينبغي للمعلم عند توجيه الأسئلة الشفوية ومناقشة التلاميذ شفوياً أن لا يكرر إلقاء
السؤال ، وأن يكتفي بتوجيهه مرة واحدة ، لتدريب التلاميذ على الاستماع الجيد لما يقوله المعلم