النكت حول المعلّمين في الجزائر

النكت حول المعلّمين في الجزائر

النكت حول المعلمّمين في الجزائر
كان ولا يزال المعلم الطاقة الكامنة في روح هذه الامة، يمدّها بالقوة ، ويزوّدها بالتوجيه والإصلاح، ولطالما كان المعلّم عند العرب ينزل مكانة مرموقة في قلوب الناس، بل وفي مجالس الحكام والخلفاء. ولطالما كان المعلم نقطة تحوّل في مصير الأمة كما كان عمر المختار رحمه الله في تاريخ ليبيا، أفلم يكن معلّم صبيان يعلّمهم كلام الرّحمان، فصار قائد ثورة عظمى ، هزّ أركان الإمبراطورية الإيطالية الاستعمارية؟
وأيضا كان الفقهاء والعلماء ، وكان الرسل ، وكان جبريل عليه السلام معلّما ، كلهم معلّمون ، فقهوا ونقلوا الفققه للناس، وهداهم الله فكانوا هداة للناس على مرّ الزمكان- الزمان والمكان -.
غير أنّ الذي يحزّ في نفسي أن يصير هذا المعلم محط سخرية من هبّ ودبّ من الناس، فصار حديث الناس في المقاهي والأعراس والجنائز، والأسواق ، وفي الشارع، وعند الطبيب، وفي الطابور، بل وامام إشارات المرور....في كل مكان. فتسمع نكتا باهتة لا معنى لها حول بخله، وغبائه، وضعفه أمام زوجته، وخوفه من حماته، وحرصه على أن يقوم بكل أعماله بعيدا عن مشاركة المجتمع لأنانيته....
وطبعا هذا يحدث في الجزائر ... ففي كل يوم نكتة جديدة حول المعلم، يتداولها الناس بينهم ويتلقفونها سريعا ، وتنشر هنا وهناك انتشار النار في الهشيم، بل والعجيب إذا لقي أحدهم صاحبه قال له: هل من جديد؟ فيردّ الاخر: عندي نكتة عن المعلّم آخر طراز، فيرويها له بلذّة، وينمّقها له بأحسن العبارات ، مستعينا بألطف الإشارات، محرّكا يديه وجسده حتى يعطي انطباعا بواقعيتها، ولما ينتهي ترى الاخر ارتمى على الأرض ضحكا، واظطرب ظهرا على بطن
الكثير من الجحزائريين إما انهم يحبون الاستماع إلى النكت حول المعلمين ، او انهم يحفظون الكثير منها وينشرونها كأنما هم ينشرون دينا جديدا ، فتسمع نكتهم في كل مكان إلى درجة أن هذه العبارة صارت تقال للإهانة والإنقاص من القيمة، فإذا أردت أن تتهكم باحدهم قلت له: هل أنت معلّم؟ فيبادر الآخر بالنفي حتى لا تلحقه المعرّة ، ويمسّه الهوان، بل الغريب تجد بعض المعلّمين إذا قيلت لهم هذه العبارة بادروا إلى النفي ، وقالوا: لا، لسنا معلمين، والحقيقة أنهم كذلك لكن مثل هؤلاء هم من أذل المعلمين بسلبيتهم أمام المجتمع، فبدل أن يقول : نعم، أنا معلم، ويشرفني أنني كذلك، ثم يعطيه درسا في قيمة المعلم ، تراه يتبرّأ من أشرف مهنة على الأرض.
هذا، أما قائل العبارة : هل أنت معلم؟ ، إنما هو جاهل جهول ، فغما أن تكون معلما وغما أن تكون متعلما، ومثل هذا لا هو متعلم ومعلم، إنما هو أمي جاهل ، أحيمق ، طردته المدرسة لغبائه فراح ينتقم من المعلمين بأقسى العبارات
والحق ان اللوم الكامل يقع على عاتق المعلمين السّلبيين الذي يكتفون بالضحك من النكتة ضحكا باهتا ولا يقومون بالرد على المجتمع وكأن المر لا يعنيهم، أو يظن على الأقل أنه معلم مختلف عن الآخرين، فالأمر إذن لا يعنيه
لست أدري لم خصصت النكت حول المعلمين حول موضوع البخل؟ فكل الناس يعملون على جمع المال والحفاظ عليه، أفليس التاجر يفعل ذلك؟ أليس الطبيب يفعل ذلك؟ أو ليس المحامي يسعى لذلك؟ كل أفراد المجتمع يفعلون ذلك؟ فلم إذن المعلم يلام إن فعل ذلك؟
اشترى سيارة فسموعا " المعلّمة"، وهذه السيارة الصغيرة الرخيصة إنما هي حلم المعلمين ، يشتريها المعلم لرخصها ، ولما لقت استحسانا لدى كل معلم سموها بالمعلمة، ونسي هؤلاء أن الملعم فقير لا يمكنه شراء سيارة فارهة كما يشتريها المحامي، والطبيب والمهندس والتاجر والسارق. المعلم شريف لا يسرق ولا يرتشي ولا يملك مالا كثيرا لشراء سيارة فاخرة، تكفيه فقط واحدة صغيرة رخيصة، ولما فعل ذلك الصقوا له تهمة " المعلمة".
تزوج المعلم بزميلته في المهنة، فنعتوه بانه يريد مالها ، وانه طماع غير قانع براتبه، واليوم كل اطياف المجتمع يتهافتون على الزواج بالمعلمات
قبض مؤخرات ماله من الحكومة فبهدلته الجرائد، وأسمعت الحاضر والغائب، والحي والميت، ولما قبض موظفوا الشرطة والصحة والجمارك والحماية وكل موظفو الدولة مؤخراتهم المالية لم يسمع بهم احد.
إن الأمر متعفن جدا ، والعفن يصنعه المعلمون بسلبيتهمن واخطائهم المتكررة، وعدم ترفعهم عن سلوكات لا تليق بكونهم معلمين، فهدانا الله جميعا إلى خدمة البلاد والعباد