النشاط الإدماجي
النشاط الإدماجي هو نشاط تعلّمي، تتمثّل وظيفته الأساسية في جعل المتعلّم يجنّد مجموعة من المكتسبات (معارف، مهارات، مواقف) تحصل عليها في تعلمات منفصلة. الوصول بالمتعلم إلى إدماج مختلف المكتسبات و إعطائها معنى مثلا في السنة الأولى يمكن للمتعلم بعد تعلم مجموعة من الحروف لأن يكون منها كلمات ذات مدلول.
تتخلل نشاطات الإدماج مختلف فترات التعلّم وخاصة عند نهاية بعض التعلّمات قد تكون على شكل نشاطات قصيرة يمكن من خلالها استرجاع عدة مكتسبات. أما في نهاية التعلم تكون على شكل أطول.
أهمية النشاطات الإدماجية
إنّ تطوير كفاءة ما عند التلميذ يعني جعله قادرا على حلّ وضعية إشكالية ذات دلالة،
تسمح النشاطات الإدماجية بإعطاء معنى للمكتسبات المنفصلة فهي :
1- تبين فائدة كل تعلم منفصل: تبين نشاطات الإدماج الفائدة العملية من نشاطات التعلم الأساسية مثلا من وضعية مشكلة يكتشف المتعلم كيفية استعمال قانون أو قاعدة...الخ
يجب أن يدرك المتعلم نوع الوضعية التي يكون فيها مطالبا باستعمال نوع خاص من المكتسبات.
2- تسمح بإبراز الفارق بين النظري و التطبيقي: من المحتمل أن يعترض المتعلم بعض العقبات عند تطبيق قانون أو قاعدة من هذه العقبات :
• معطيات مشوشة.
• معطيات تتطلب للتحويل قبل استعمال.
• معطيات ناقصة يجب البحث عنها ( السؤال الخفي ).
• بعض الوضعيات تتطلب لحلها القاعدة الأولى و القاعدة الثانية مع الربط بينهما.
3 – تسمح بإبراز أهمية المواد المختلفة: يتحقق هذا عند اختيار وضعيات تتطلب استعمال مختلف المواد و يكون هذا في الرياضيات و الفيزياء و العلوم التي تشترك في عدة مواد.
إن إدماج عدة مكتسبات بصفة تلقائية ليس في متناول كل التلاميذ رغم أنهم يعرفون كل العناصر الضرورية للحل.
• مميزات النشاط الإدماجي
يمتاز نشاط الإدماج بأنه:
1- نشاط الفاعل فيه هو المتعلم: نشاط يرتكز على التلميذ حيث يجند فيه مكتسباته لانجاز هذا النشاط إذ لا يمكن تصور نشاط إدماجي يقوم على المعلم.
2- نشاط يجند فيه مجموعة من المكتسبات: نحرس أن يجند المتعلم مكتسباته من كل نوع(معارف، سلوكات، آليات...) و يكون تجنيدها بشكل مترابط و غير متراكم.
3- نشاط موجه نحو تحقيق كفاءة معينة : النشاط الإدماجي يرمي لحل وضعية تماثل الوضعية التي يكون فيها المتعلم مدعوا لممارسة كفاءته معنى هذا النشاط يهيئ المتعلم بشكل مباشر لممارسة الكفاءة.
4- نشاط يتصف بالطابع الدلالي: أي نشاط ذا معنى و هو وضعية قريبة من محيط المتعلم قدر المستطاع تجعله يلعب دورا فيها و يكون لتجنيد مكتسبات المتعلم معنى ما تعلق منها عن البحث عن معلومة أو حل مشكلة.
5- نشاط مرتبط بوضعية جديدة: نشاط مبني حول وضعية جديدة أي الوضعية المختارة لا تكون قد حلت من قبل فرديا أو جماعيا حتى لا يكون هذا النشاط مجرد إعادة أو تكرار فالتكرار يرسخ القدرة على التذكر و ليس القدرة على التميز و المقارنة و التحليل و الاستنتاج و غيرها من القدرات التي تجند بالإضافة إلى القدرة على التذكر عندما تكون الوضعية جديدة أي أن الوضعيات الإدماجية تنتقى من الوضعيات التي تعالج الكفاءة .
مثلا في الرياضيات تسمح هذه المميزات بالتفريق بين التمارين البسيطة التي تعتبر تطبيقا مباشرا لقاعدة أو نظرية و المسائل التي يعتبر حلها ممارسة للكفاءة ذاتها .
• مستويات إدماج المكتسبات
هناك ثلاثة مستويات مترابطة و متسلسلة و هي : العمل – الفهم - الاستقلالية
v العمل و الممارسة : يرتبط إدماج المكتسبات بشكل متين بقدرة المتعلم على التصرف و انجاز النشاطات و يمكن الكشف عن ذلك من خلال الأداء و النتائج القابلة للملاحظة كإعداد المشاريع و تنفيذها و المشكلات المعقدة.
v الفهم: لا يمكن اكتساب الكفاءة دون امتلاك المكتسبات القاعدية فهي التي تسمح للمتعلم بفهم و إدراك ما يفعل مثلا : لا يمكن لمتعلم أن يعبر بالكتابة و بشكل صحيح دون أن يحفظ و يفهم القواعد النحوية فالضعف يكمن في الفهم مما تنجر عنه صعوبة في الإدماج نقول أن العمل و الفهم عمليتان متلازمتان و لا يمكن الفصل بينهما لأن المكتسبات القاعدية جزء لا يتجزأ من الكفاءة.
v الاستقلالية: نقصد بها الاعتماد على النفس من المؤشرات التي تذل على أن إدماج المكتسبات قد تم فعلا
• شروط الإدماج
كي يتجسد الإدماج لابد من مراعاة الشروط التالية
1- نكشف للمتعلم أن مختلف المشكلات التي يعمل على حلها متشابهة.
2- توجيه اهتمامات المتعلم إلى المعطيات الأساسية عوض الثانوية.
3- يستحسن تعويد المتعلم على مجال المعرفة التي تنتمي إليها المشكلات الواجب حلها.
4- ينبغي أن تصاحب الأمثلة المقترحة على المتعلم بقواعد من صياغة المتعلم.
• أنماط الإدماج
هناك نمطان هما
الإدماج العمودي: إكساب المتعلم في البداية مجموعة من الكفاءات القاعدية في مواد مختلفة ستمارس خلال تنفيذ البرنامج في وضعيات متنوعة حسب طبيعة المهام
مثلا : تركيب جمل من كلمات أو إنتاج نص في نشاط اللغة
مثلا : حل مشكلة ( مسألة ) في الرياضيات.
الإدماج الأفقي: يساير الإدماج العمودي و بشكل تدريجي و يتم فيه تدعيم المكتسبات
بواسطة الكفاءات المرحلية المرتبطة بتنفيذ مهام ذات التعقيد المتزايد و التي تتطلب من
المتعلم التحكم في عدد معين من الكفاءات .
مثلا : نريد انجاز مشروع ( انجاز بطاقة تهنئة للأمهات ترسل ) فالمواد المختلفة التي تدمج هي:
اللغة العربية : تتعلق بالتعبير الكتابي.
التربية المدنية : الوقوف على مهام مصلحة البريد و دورها في المجتمع.
الرياضيات : البطاقة تنجز وفق مقاييس معينة تتطلب استخدام وحدات الطول.
التربية التشكيلية : لتلوين البطاقة و زخرفتها
أنواع أنشطة الإدماج:
نشاطات الإدماج عديدة و متنوعة ترتبط في الغالب بنوع المهمة المراد انجازها و نذكر منها مايلي:
• نشاط حل المشكلات: المشكلة هي عقبة تحول دون تحقيق حاجة يكون حلها بإتباع الخطوات التالية:
1- فهم طبيعة المشكلة :معرفة المعلوم و المجهول هل من شروط واردة فيها و التمييز بين مختلف أجراء المشكلة و ترجمة المشكل إلى رسم تخطيطي.
2- تخيل الحل : و يكون بالربط بين المجاهيل و المعطيات
هل سبق و أن صادفت مشكلة؟ من هذا النوع ماهي المجاهيل؟ هل بإمكانك حل جزء من المشكلة ؟ هل يمكنك أن تستنتج ما يساعدك من المعطيات ؟
3- تنفيذ الحل: التحقق من صحة كل مرحلة من مراحل الحل أو البرهان.
4- ملاحظة النتيجة : هل يبدو الحل صحيح؟ هل يمكن إتباع طريقة أخرى؟
• نشاط التعبير الكتابي:هو نشاط إدماجي خاص بتعلمات باللغة يمكن أن يأخذ أشكال متنوعة و المهم أن يكون في وضعية وظيفية.( وصف شخص أو حيوان ...- صياغة دعوة لحضور حفل – كتابة قصة بأجزائها ...)
• مشروع القسم : المشروعات البيداغوجية هي نشاطات إدماج حقيقية شريطة أن يكون التلاميذ هم الأطراف الفاعلة فيها حتى يسخر كل واحد مكتسباته وفق أهداف محددة.
• المهام الاجتماعية : كانجاز مجسم للمدرسة أو القسم – انجاز تحقيق يتناول مشكلة ما مثل النظافة أو ملصقات حول ظاهرة ما للتحسيس- برنامج حول النشاطات الثقافية بالمدرسة – مشروع تزين المدرسة بغرس الأشجار و النباتات المختلفة.
• أعمال تطبيقية في المخبر : يتبع المنهج العلمي ( فرضيات – اختيار الوسائل الضرورية – جمع المعلومات – انجاز التجربة – الملاحظة و النتائج المحصل عليها ...)
• الابتكارات الفنية : تعتبر من النشاطات الإدماجية حيث يوظف المتعلم مكتسباته لإنتاج أدبي او فني مثل كتابة شعر أو قصة الرسم و النحت و الموسيقى تأليفا و عزفا
اعدد النشاط الإدماجيإن بناء وضعية إدماج يتمثل أساسا في اختيار صياغة (نص، تمثيل، جدول، تصميم...) يجد المتعلّم نفسه فيها أمام وضعية من الوضعيات التي تخص الكفاءة المستهدفة و يتم ذلك بإتباع الخطوات التالية:
ـ حصر الكفاءة المستهدفة.
ـ تحديد التعلمات التي نريد إدماجها (المعارف والسلوكات)
ـ اختيار وضعية ذات دلالة تعطي للمتعلم فرصة لإدماج ما نريد إدماجه فعليا.
- تحديد طريقة التطبيق للتأكد من وظيفية النشاط و لضمان جعل التلميذ هو محور النشاط و عليه يجب أن نبين بدقة :
نشاط التلميذ – الوسائل التي تكون بحوزته – التعليمة الدقيقة التي تقدم للتلميذ – خطوات الانجاز