تعريف علم العروض

* علم العَروض هو العلم الذي اخترعه الخليل بن أحمد الفراهيدي، وذلك لمّا كان ذات مرّة يطوف بالكعبة دعا ربّه أن يرزقه علما لم يسبقه أحد إليه، ولا يُؤْخَذ إلاّ عنه، فلمّا رجع من حجّه فتح الله عليه بعلم العَروض.
هذا العلم وضعه الخليل دُفعةً واحدة ، واستكمله بنفسه فجاء تامّا لا نقصان فيه على يد مخترعه، فلا أحد يمكن أن يضيف إليه أو ينقص منه شيئا
إنّ الهدف من وضع هذا العلم هو شيوع نظم الشعر على أوزان لم تكن مألوفة عند العرب، فما كان من الخليل إلا أن وضع قواعد الوزن عند العرب، فراح يقضي الأيام واللّيالي يوقع بأصابعه ويحرّكها في حصر أوزان الشّعر العربي وضبط أحواله وقوافيه.
وهناك من يرى أن سبب وضع هذا العم هو شيوع الغناء في مكّة، الأمر الذي دفع بالخليل إلى التفكير في إيجاد قوانين لضبط الوزن الشعري، فعكف طويلا في بيته يستعرض فيها ما رأى من أشعار ذات أنغام موسيقيّة متعدّدة، ثمّ خرج على النّاس بقواعد مضبوطة وأصول محكمة سمّاها:" علم العَروض".

*- أهميّة علم العروض: ليست الغاية من تلّم علم العَروض إعداد المتعلِّم ليكون شاعرا فحسب، فالشعر موهبة قبل كلّ شيء ، وإنّما المهم أنّ مدرّس اللغة العربية أو الشاعر أو غيره قد يجد مصطلحا من علم العروض فلا يعرف معناه، فلا يحسّن به أن يكون جاهلا مبهوتا أمام كلمة أو مصطلح من مصطلحات علم العروض.
إضافة إلى أنّ علم العروض يساعد متعلِّمَه على إقامة الأوزان المختلفة والانتباه إلى الأبيات التي يكون فيها الوزن خاطئا، فبهذا العلم استطاع الخليل أن يكتشف لكثير من الشعراء الجاهليين أخطاء في النظم في شعرهم البعض منهم من شعراء المعلّقات.
* سمي هذا العم بعلم العَروض: لأحد الوجه الستّ التالية:

1- البعض قالوا سمي بهذا الاسم نسبة إلى "عَروض" وهي اسم من المكان الذي أُلْهِم فيه هذا العلم
2- وقالوا بل العروض هو عرْض الشّعر على أوزان لمعرفة السّليم من غير السّليم فيها
3- لأنّ هذا العم مستعار من العروض وهي النّاحية، وذلك لأنّ الشعر ناحية من نواحي العلوم واآداب
4- سمي كذلك نسبة لإلى التفعيلة الأخيرة من من الشطر الأول للبيت الشعري والتي سمّاها الخليل بالعَروض، من باب إطلاق الجزء على الكلّ
5- المقصود بالعروض الناقة الصّعبة غير المُ{وّضة ن وسمي هذا العم بالعروض لأنه كان حينها علما جديدا غير معروف
6- والاخرون قالوا بل نسبة إلى العَروض وهو الطريق الوعر في الجبل
والأقرب إلى المنطق الخيار الثاني