[b]
قُلهـا أخي قلـها فإن لها صدى *** يمحو عن القلب الخبائث والصَّدا
قلهــا وأكثر، فـاز منا مُكثر *** من قولها أمضى الحياة مفــرِّدا
جدِّد بها الإيمان من فـرط البِلى *** أكرم بها متصدِّقــا متــزوِّدا
هي كِلْمة ضرب الرسول لنَا بِها *** مَثَلَ الأصيلة فرعها يَطوي المدى
كــالنخلة الهيفـاء تؤتي أكْلها *** دوماً بإذن الله يا نِعْــمَ الجَـدَا1
هــي كِلْمة السّر التي إن قلتها *** صِدْقاً نجوت من المهالك والعِدى
قُــلها قيامـا أو قعودا لا تَنِي *** قُلها إذا رُمت الكَرى متوسِّــدا
رطِّب لســانك يا أُخَيَّ بذكرها *** زيِّن جَنانك إنها قطر النَّــدى
قــل لا إله سـواه إني مؤمن *** بكتابه ورسـوله نفسي الفــدا
هي كِلْمــة التقوى وخير مقالة *** من قالها عند الممــات تجرَّدا
ختَــم الحياة بمـا يؤمِّن فوزه *** ومضى وقد ترك الأصيلة موعِدا
بــل حازها تأشيـرة لرحيـله *** لمنازل السعداء نال المقصــدا
لا ديــن إلا للذي أدْلى بــها *** فهي الشهـادة لُذْ بها متشهــدا
هي عهــد بارينا وميثاق التُّقى *** وبِقوْلها يُمســي الكفور مُوحِّدا
فــاملأ بها وقتا نفيسا في الدنى *** لتنال في الأخرى المُُنى والسؤددا
عــلِّم وليدك قولــها أوْلى له *** من هَرْطَقاتٍ ذكرها يمضي سدى
تحيى القلـوب بها وتُضحِي قِبلة *** للنور في الظلمات تُمسي فرقـدا
أمُّ الصُّوى ومنار درب المصطفى *** والشُّعبة الأعلى ومفتاح الهُـدى
وبهــا يؤلف ربُّنـا بين الورى *** جسدا يفيض تراحما وتــودّدا
صفّــاً على أتقى فُــؤادِ مُؤَيَّدٍ *** والناس شتى كالهشيم تبــدّدا
مــن لم يجد غـوثا وليّا مرشداً *** يبقى كقاعٍ صَفْصفٍ أو فدفـدا
إن كنت بالفُضـلى زُرِعْت مُلَقَّنا *** وسقاك غيث لم يزل متعهــدا
أُنشئَت طيِّبَةً رفيـــعٌ أُكْلُهــا *** وخبيثة الأشجار تُعطي الأنْكـدا
من ذا يُلقِّنك الأصيــلة ذكـرها *** من ذا يعلِّم مقتضاها الأبْعَــدَا
لتصيـر عَادَةَ قوْلك الجَاري على *** شفتيك من قلب تحول عسْجَـدا2
كالمعــدن الصافي فلا ريْن وهل *** يبقى الفؤاد بقولها متلبـــدا
قُـــل طيبا أو فالسكوت مفَضَّلٌ *** إن الحكيم إذا تكلَّم ســـدـَّدا
فــإذا أضاف إلى الأطايب قومةً *** نال المحامِد لم يُجانب مَحْمَـدا
ذكـــرُ المجاهد قوتُه وسلاحُه *** من ذا بلا هذين يقتحــم الرّدى
حِصْــنٌ حَصينٌ ذكرُها وعدوُّنا *** يغدو ضعيفا واهنا ومقيَّـــدا
حسنــــاتُنا شتّى ومنها قولها *** بل أفضل الحسنات صدِّق أحمدا
هــلِّل أخي واسعد بها مستبشراً *** نِلْت الفَلاح إذا أَجَبْت محمَّــدا
صــلُّوا عليه وآله وصحــابه *** ما البلبل الصَّدَّاح حنَّ وغــرَّدا
مـــا واردُ الإحسان هلَّ هلاله *** لمفرِّدٍ جعل الأصيلةَ مـــوْرِدا
مـــا حجَّ مكة مؤمن أمسى بها *** مُتمتِّعا أو مُقْرِناً أو مُفْـــرِدا
مــا زار طيبة عاشق من عشقه *** أمضى اللياليَ قائما متهجِّــدا
حتّى إذا مـــا لاَمَس الشُّبّاك لمْ *** يعْقِلْ ولم يَحفِل بمن قد نــدَّدا
بـل أسْكب الدمع الهَتُون3 مردِّدا *** يا ربِّ أنزلني بطيبة سَرْمَــدا
واجعل لروحيَ في حِماها مسكنا *** واجعل لجسميَ في ثَراها مرقدا
حـتى أكون مع الحبيب محمد *** في جنة الفردوس، في الأعلى غدا
وعـلى المنابر والأسِرَّة ناظراً *** وجه الإله وفي النعيم مُخلَّـــدا
فبِــجاه أحمد يا مجيبُ توفَّني *** والكِلْمةَ الفُضلى أقـــول مردِّدا
أن لا إلــه سواك ربّي راحمٌ *** ما خـــاب عبد قد أرادك سَيِّدا