أنتَ .. أملي المنشود
كم أنا سعيدٌ بسماعي كلماتك الندية.....التي أظهرت صدق ما بقلبك ....والتي انجلت منها حرارة العاطفة...
وبراءة المنطق...
يا صغيري
بكلماتك أنت عظيم ... وبعباراتك الملهمة أنت أعظم ...وبروحك المعطاء أنت أجمل...وبنفسك الزاهية أنت أعطر...فأنت نافذة مشرقة الألوان نحو مستقبل واعد.. فقد جددت الحياة في أحشائي المنهكة من طول العمل, وعبء المسؤولية ...
تلميذي النجيب
لقد اخترت لنفسي أن أعمل في مهنة الأنبياء... وان أقتضي طريق العلماء في التدريس ونشر الخير بين الناس... فتحملت بذلك أمانة عظيمة ... ومسؤولية كبيرة أقضت مضجعي وأثخنت من قواي.. ومن أجل ذلك تراني لا أدخر جهدا في جلب العلم النفيس لك, أو إرشادك إلى أدب جم . لقد ألزمت نفسي أن أتعب في سبيل تعليمك, وأسهر من أجل تطويرك, وابذل كل وسعي لأداء هذه الرسالة السامية .. ولن أرتاح حتى أراك ترتقي في مراتب العلم, وتكتسب من كنوز الأدب ما تقر به عيني...
يا تلميذي العزيز
أي سعادة تغمرني وأنا أرى فيك سمات الخير قد برزت مقرونة بمعالم الجد!.. وأي حلم زاهر أرسمه في قسمات وجهك المشرق وأنت مكب على طاعة ربك مستشعراً بأهمية دروسك , حريص على تنمية أخلاقك وأدبك! .. إن أمنياتي فيك منشودة , وآمالي عليك معلقة...ولن تستطيع رد جميلي حتى أراك نجما ساطعا في فضاء الطب أو الهندسة أو إماما في الدين أو بارزا في مجال تنفع به نفسك وأمتك.
وتذكر أني لا أريد لك إلا كل خير, ولا يسعدني شيء أكثر من تحقيق مصلحتك.. ولتعلم أن فرط الحرص قد يرى في وجه عبوس أحيانا ... وحرارة العاطفة ربما تهب برياح قاسية ...
يا فلذة كبدي
لا تحاول أن تبدد تعبي وسهري في سبيل راحتك بتصرفات غير مسئولة.. أو جرحي بسلوكيات غير مقبولة ... ولا تحملني على عقابك بفضول كلام غيرك. فمنزلتك في نفسي(والله أنها عظيمة) لوحة زاهية.... أنت ترسمها بأنامل التميز و الإتقان ... ثم تطليها بألوان الحب والهيمان .. وتزخرفها بورود التقى والإيمان…..,والوفاء والحنان...
وأخيرًا أيها الشبل الصغير
لا يفوتني أن أحدثك عن دورك العظيم في هذه الحياة,وإنني بدونك ،، كالصحراء بلا مطر..كالبحار بلا سمك... كالغابة بلا شجر... فلتعلم يا أبني لقد ابتعد الناس عن شرع الله وأعرضوا عن معينه الصافي ... فالأمل فيك أيها الشبل الطموح لتعد نفسك وتبني ذاتك... لتكون أهلا للمشاركة في إنقاذ أمتك ونصرة دينك والافتخار بحبيبك... وتذكر أن هدف الحياة أسمى وأعلى من مجرد حطام الدنيا الفاني.
إلى هنا اختم كلماتي الحانية ،،، المفعمة بروح الحب و الحرص
وأعيد إليكَ الرسالة في عبيق النسيم ذاته ،،
تحملها حمائم المودة ... وشذرات المحبة..